الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ ومن دونهم عتيق رحمته ، وغريق منته ، لا لاستحقاق أحد ولا لواجب على الله فى شىء.
قوله جل ذكره : (وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (٥٩))
فى إنزال قصصهم تسلية للرسول ـ صلىاللهعليهوسلم وآله ـ فيما كان يقاسى من العناء ، وللمؤمنين فيما بذلوا من حسن البلاء ، والعدة بتبديل ـ ما كانوا يلقونه من الشدّة ـ بالرجاء.
قوله جل ذكره : (وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (٦٠))
أخبر أنهم خسروا الدنيا والآخرة ، أمّا فى هذه الدنيا فبالاستئصال بأليم الشدة وما تبعه من اللّعنة ، ثم ما يلقونه فى الآخرة من تأبيد العقوبة. وبقاؤهم عن رحمة الله أصعب من صنوف كل تلك المحنة (١) ، وكما قيل :
تبدّلت وتبدلنا وا حسرتا |
|
لمن ابتغى عوضا لسلمى فلم يجد |
قوله جل ذكره : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (٦١) قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ
__________________
(١) وردت (المحبة) وهى خطأ فى النسخ كما هو واضح.