قوله جل ذكره : (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٧٤))
إذا سدّت (١) عيون البصائر فما ينفع وضوح الحجّة.
قوله جل ذكره : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (١٧٥))
الحقّ ـ سبحانه ـ يظهر الأعداء فى صدار الخلّة ثم يردّهم إلى سابق القسمة ، ويبرز الأولياء بنعت الخلاف والزّلّة ، ثم يغلب عليهم مقسومات الوصلة.
ويقال أقامه فى محل القربة ، ثم أبرز له من مكامن المكر ما أعدّ له من سابق التقدير ؛ فأصبح والكلّ دونه رتبة ، وأمسى والكلب فوقه ـ مع خساسته : وفى معناه أنشدوا :
فبينا بخير والدّنى مطمئنة |
|
وأصبح يوما ـ والزمان تقلّبا |
ويقال ليست العبرة بما يلوح فى الحال ، إنما العبرة بما يئول إليه فى المآل.
قوله جل ذكره : (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها)
لو ساعدته المشيئة بالسعادة الأزلية لم تلحقه الشقاوة الأبدية ، ولكن من قصمته السوابق لم تنعشه اللواحق.
قوله جل ذكره : (وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ).
إذا كانت مساكنة آدم للجنّة وطمعه فى الخلود فيها أوجبا خروجه عنها ، فالركون إلى الدنيا ـ متى يوجب البقاء فيها؟
قوله جل ذكره : (وَاتَّبَعَ هَواهُ).
موافقة الهوى تنزل صاحبها من سماء العزّ إلى تراب الذّل ، وتلقيه فى وهدة الهوان ؛ ومن لم يصدّق علما فعن قريب يقاسيه وجودا.
__________________
(١) وردت (شدت) والمعنى يرفضها ويبدو أن الناسخ قد حسب ضمة السين ثلاث نقط انظر (ولو لا انسداد البصائر ص ٥٨٩ من هذا المجلد).