ويقال الألف
تجرّد من قصده عن كل غير فلم يتصل بشىء ، وحين استغنى عن كل شىء اتصل به كل شىء
على جهة الاحتياج إليه.
ويقال صورة
اللام كصورة الألف ولكن لما اتصلت بالحروف تعاقبتها الحركات كسائر الحروف ؛ فمرة
أصبحت مفتوحة ، ومرة (مسكونة) ، ومرة مرفوعة ، وأمّا الألف التي هى بعيدة عن الاتصال
بالعلاقات (فباقية على وصف التجرد عن تعاقب الحركات عليها فهى على سكونها الأصلى) .
وأمّا الصاد
فتشير إلى صدق أحوال المشتاقين فى القصد ، وصدق أحوال العارفين فى الوجد ، وتشير
إلى صدق قلوب المريدين وأرباب الطلب ، إذ العطش نعت كلّ قاصد ، كما أن الدهشة وصف
كل واجد.
ويقال الصاد
تبدى محبة للصدور وهو بلاء الأحباب.
ويقال الصاد
تطالبك بالصدق فى الود ، وأمارة الصدق فى الود بلوغ النهاية والكمال ، حتى لا يزيد
بالبر ، ولا ينقص بالمنع.
قوله جل ذكره :
(كِتابٌ أُنْزِلَ
إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى
لِلْمُؤْمِنِينَ (٢))
كتاب الأحباب
تحفة الوقت ، وشفاء لمقاساة ألم البعد ، وهو لداء الضنى مزيل ، ولشفاء الشكّ مقيل
، وقال تعالى : (فَلا يَكُنْ فِي
صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) ولم يقل : فى قلبك ؛ فإن قلبه ـ عليهالسلام ـ فى محل الشهود ، ولذلك قال : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ
صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) وكذلك قال موسى عليهالسلام : (رَبِّ اشْرَحْ لِي
صَدْرِي) . وقال للمصطفى صلوات الله
__________________