بيّن أن ما حرّم عليهم ضيّعوه ؛ إذ لما لم يعاقبهم عليه لم يشهدوا مكره العظيم فيما ابتدعوه من قبل نفوسهم ـ فأهملوه ولم يحافظوا عليه ، فاستوجبوا عظيم الوزر وأليم الهجر.
قوله جل ذكره : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١٤٧))
الإشارة منه بيان تخصيص الأولياء بالرحمة ، وتخصيص الأعداء بالطرد واللعنة. والصورة الإنسانية جامعة (لهم) (١) ولكن القسمة الأزلية فاصلة بينهم.
قوله جل ذكره : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (١٤٨))
كذبت قالتهم لأنها لم تصدر عن تصديق ، فذمّوا على جهالتهم وإن كانت (....) (٢) فى التحقيق.
قوله جل ذكره : (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (١٤٩))
صرّح بأن إرادته ـ سبحانه ـ لا تتقاصر عن مراد ، وليس عليه اعتراض.
قوله جل ذكره : (قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا
__________________
(١) وردت (له) والصواب أن تكون (لهم) لتشمل الأولياء والأعداء.
(٢) مشتبهة.