وعند ما ظهر
حقائق التفسير ، أحدث ضجة كبرى ، فقد لقى معارضات شديدة من معاصريه وممن أتوا بعده
، فانّهم بالابتداع والتحريف والقرمطة والتشيع ووضع الأحاديث على الصوفية يقول ابن
الصلاح : (وجدت عن الإمام الواحدي أنه قد صنّف أبو عبد الرحمن السلمى حقائق
التفسير ، فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر)
وقال الذهبي فى
«تذكرته» : أتى السّلمى فى «حقائقه» بمصائب وتأويلات للباطنية نسأل الله العافية
تذكرة الحفاظ ج ٣ ص ٢٤٩.
ووصفه ابن
تيمية بالكذب : (منهاج السنة ج ٤ ص ١٥٥).
وعدّ السيوطي
تفسيره ضمن التفاسير المبتدعة معللا لذلك بقوله : «.... وإنما أوردته فى هذا القسم
لأنه غير محمود (طبقات المفسرين للسيوطى ط ليدن سنة ١٨٣٩ ص ٣١).
أما إخوان
الصفا الذين يحشرهم جولد تسيهر ضمن مفسرى الصوفية فى كتابه (مذاهب التفسير
الإسلامى) ، فهم أولا غير صوفية وإنما هم جماعة من المشتغلين بالفلسفة ذوى أغراض
بعيدة خبيثة ، ضمت صفوفهم لفيفا من الناس مختلفى النزعات والثقافات حتى كان من
بينهم ملاحدة ، فإحالتهم على الصوفية تجن على الحقيقة وعلى التاريخ وعلى التصوف ،
ولسنا نبرىء جولد تسيهر من ذلك ـ مع تقديرنا لكتابه القيّم.
وحتى القرن
الخامس الهجري لا نجد كما يقول صاحب (تاريخ أدبيات در ايران) : «أهمّ من حقائق
السلمى ولطائف الإشارات للقشيرى وتفسير سورة الإخلاص للغزالى» [تاريخ أدبيات در
ايران للدكتور ذبيح الله صفا (مكتوب بالفارسية) فصل التفسير صفحة ٢٥٦ ، ٢٥٧].
وبعد ذلك بنحو
قرن نلتقى بتفسير ابن عربى الذي هو قبل كل شىء مطعون فى نسبته إليه ، وفى ذلك يقول
الشيخ محمد عبده (اشتبه على الناس فيه كلام الباطنية بكلام الصوفية ، وينسبونه
للشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى ، وإنما هو للقاشانى الباطني الشهير) ويضيف
الأستاذ الإمام (وفيه من النزعات ما يتبرأ منه دين الله وكتابه العزيز) تفسير
المنار ج ١ ص ١٨).