قوله جل ذكره : (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٣٦))
من فقد الاستماع فى سرائره عدم توفيق الاتّباع بظاهره ، والاختيار السابق فى معلومه ـ سبحانه ـ غالب.
قوله جل ذكره : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٧))
استزادوا من المعجزات وقد حصل من ذلك ما يذبح العذر ، ولم يعلموا أن الله المانع لهم فلو لا ما (...) (١) من بصائرهم لما تواهموا من عدم دلائلهم.
قوله جل ذكره : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨))
يعنى تساوت المخلوقات ، وتماثلت المصنوعات فى الحاجة إلى المنشئ : فى حال الإبداع ثم فى حال البقاء ، وكذلك جميع الصفات النفسية والنعوت الذاتية توقفت عن الإيجاد والاختيار ، فما من شىء من عين وأثر ، ورسم وطلل .. إلا وهو على وحدانيته شاهد ، وعلى كون أنه مخلوق .. دليل ظاهر.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٩))
الذين فاتتهم العناية الأزلية سدّ الحرمان أسماعهم ، وغشّى الخذلان أبصارهم.
__________________
(١) مشتبهة وربما كانت (سد) فهى فى الخط إلى ذلك أقرب.