سلكهم ، ألحقناهم فى الإهلاك بهم ، سنّة منا فى الانتقام قضيناها على أعدائنا ، وعادة فى الإكرام أجريناها لأوليائنا.
قوله جل ذكره : (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (٧))
يخبر عن كمال قدرته فى إبداء ما يريده بعد ما قضى لهم الضلال ، فلو أشهدهم كلّ دليل ، وأوضح لهم كل سبيل ما ازدادوا إلا تماديا فى الضلال والنفرة ، وانهماكا فى الجهل والغىّ.
قوله جل ذكره : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (٨))
بيّن أنّ العبرة بالقسمة دون الاعتبار بالحجة ، وما يغنى السراج عند من فقد البصر؟ كذلك ما تغنى الحجج عند من عدم عناية الأزل؟
قوله جل ذكره : (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (٩))
من لم يقدس لبّس عليه أمره.
قوله جل ذكره : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠))
أي سبقك ـ يا محمد ـ من كذّب به كما كذّبت ، فحقّ لهم نصرنا ، فانتقمنا ممن ناوءهم ، فعاد إليهم وبال كيدهم.
قوله جل ذكره : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١))