قوله جل ذكره : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ)
وصف الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بإظهار بعض ما أخفوه ، وذلك علامة على صدقه ؛ إذ لو لا صدقه لما عرف ذلك. ووصفه بالعفو عن كثير من أفعالهم ، وذلك من أمارات خلقه ؛ إذ لو لا خلقه لما فعل ذلك ؛ فإظهار ما أبداه دليل علمه ، والعفو عما أخفى برهان حلمه.
قوله جل ذكره : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
أنوار التوحيد ظاهرة لكنها لا تغنى عند فقد البصيرة ، فمن استخلصه بقديم العناية أخرجه من ظلمات التفرقة إلى ساحات الجمع فامتحى عن سرّه شواهد الأغيار ، وذلك نعت كل من وقف على الحجة المثلى.
قوله جل ذكره : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧))
من اشتملت عليه أرحام الطوامث متى يفارقه نقص الخلقة؟
ومن لاحت عليه شواهد التغيّر أنّى يليق به نعت الربوبية؟