إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

لطائف الإشارات [ ج ١ ]

376/645
*

قوله : (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) : أوضح برهان على سريرة (....) (١) صحبة من يقارنه (٢) وعشرة من يخادنه ؛ فالشكل مقيد بشكله ، والفرع منتشر عن أصله.

قوله جل ذكره : (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (١٤١))

لمّا عدموا الإخلاص فى الحقيقة ، وما ذقوا فيما استشعروا من العقيدة ، امتازوا (٣) عن المسلمين فى الحكم ، وباينوا الكافرين فى الاسم ، وواجب على أهل الحقّ التحرّز عنهم والتحفّظ منهم ، ثم ضمن لهم ـ سبحانه ـ جميل الكفاية بقوله : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (٤) وهذا على العموم ؛ فإن وبال كيدهم إليهم مصروف ، وجزاء مكرهم عليهم موقوف ، والحقّ ـ من قبل الحقّ سبحانه ـ منصور أهله ، والباطل ـ بنصر الحقّ سبحانه ـ مجتث أصله.

قوله جل ذكره : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ

__________________

(١) مشتبهة ولا بد أنها كلمة بمعنى (المرء) أو (الشخص) ... ونحوهما.

(٢) يقارنه هنا معناها أن يكون له قرين.

(٣) امتازوا هنا معناها افترقوا بعلامات مخصوصة.

(٤) قال على رضى الله عنه لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا يوم القيامة حين يحكم الله بينهم ، فلا يكون للكافرين سبيل إلى حجة. ويرى غيره أن الله لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا فى الدنيا فلن يستطيعوا عليهم نصرا بالكلية ، ولكن قد يحصل لهم ظفر فى بعض الأحيان على بعض الناس ولكن العاقبة للمتقين فى الدنيا والآخرة. (ابن كثير ص ٥٦٧)