لهم ، وأعلم أن مساكنتهم إلى ما يرضون سبب الشقاوة المؤبدة ، فاحرص ألا يخطر ذلك ببالك (١) ، وادع ـ إلى البراءة عنهم وعن طريقتهم ـ أمّتك ، وكن بنا لنا ، متبرّيا عمن سوانا ، واثقا بنصرتنا ، فإنّك بنا ولنا.
قوله جل ذكره : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٢١))
الذين فتحنا أبصارهم بشهود حقنا وكلنا أسماع قلوبهم بسماع خطابنا ، وخصصناهم بإسبال نور العناية عليهم ، وأيّدناهم بتحقيق التعريف فى أسرارهم ، يقومون بحق التلاوة ، ويتصفون بخصائص الإيمان والمعرفة فهم أهل التخصيص ، ومن سواهم أصحاب الرد.
قوله جل ذكره : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٢٢))
جرت سنته ـ سبحانه ـ فى الخطاب مع قوم موسى عليهالسلام أن يناديهم بنداء العلامة فيقول : يا بنى إسرائيل اذكروا ، أي يا بنى يعقوب ، ومع هذه الأمة (٢) أن يخاطبهم بنداء الكرامة فيقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا).
قوله جل ذكره : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (١٢٣))
أمّا الأعداء فلا يقبل منهم شيئا ، وأما الأولياء فقال صلىاللهعليهوسلم : «اتقوا النار ولو بشقّ تمرة» ، والكفار لا تنفعهم شفاعة الشافعين فهذا حكم كل أمة مع نبيّها ، وأمّا المؤمنون ـ فعلى التخصيص ـ تنفعهم شفاعة نبيّهم صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) جاءت الجملة فى ص هكذا (فاحرس عن أخطار ذلك ببالك) وسمحنا لأنفسنا بشىء من التصرف يقبح فهم المعنى ، وربما كان أقرب إلى الأصل.
(٢) يقصد أمة المصطفى صلوات الله عليه وسلامه.