عن لغة تميم ، بينما نقل السيوطيّ الجواز في الشعر والمنع في الاختيار . ونقل إبراهيم أنيس من المحدثين منع المبرّد لهذا الحذف
وقال : إنّ الحركة الإعرابية ليس لها مدلول في تحديد المعاني في أذهان العرب
القدماء كما يزعم النحاة .
ومن حالات حذف
الحركة الإعرابية واختلاسها في القراءات الواردة في الكنز ما جاء في قوله تعالى : (إن الله يأمركم) [البقرة / ٦٧] بإسكان أبي عمرو للراء دون القراء الباقين .
٦. الإتباع
الحركي : الإتباع ظاهرة من ظواهر العربية. وتكون في الحركات والكلمات ، ويعود في
حقيقته إلى الانسجام الموسيقى بين الأصوات. وحركات الإتباع هذه لا تدل على معنى من
المعاني التي تحملها الحركات الإعرابية . وقد شخّص العلماء القدامى هذه الظاهرة وأثبتوا من
أمثلتها في الألفاظ والتراكيب اللغوية ما يؤيد وجودها في لغة العرب. فقد عرض
سيبويه في الكتاب نماذج عديدة منها ، وكذلك ابن جني في خصائصه .
أما المحدثون
من علماء اللغة ومنهم الأوربيون فقد اصطلحوا على تسمية هذه الظاهرة بالتوافق
الحركى أو الانسجام الحركي .
ومن الإتباع الوارد في قراءات الكنز :
أ ـ قوله تعالى
: (عاليهم ثياب سندس خضر) [الإنسان / ٢١] حيث قرأ المكيّ والكوفيون إلا حفصا (خضر) بالجر وقرأه
الباقون بالرفع . وقراءة الجر ؛ لأن النعت هنا تأثّر بحركة المجاورة لما
قبله .
__________________