لزم الإظهار (١) ، وذلك نحو قوله تعالى : (صنوان) [الرعد / ٤] و (قنوان) [الأنعام / ٩٩] و (بنيان) [الصف / ٤] و (الدّنيا)(٢).
فأمّا الحرفان الأخيران وهما النون والميم فكلّهم أبقوا الغنة (٣) عندهما. فالميم كقوله تعالى : (ولئن متّم) [آل عمران / ١٥٨] ، (وقليل ما هم) [ص / ٢٤]. والنون كقوله تعالى : (إن نقول) [هود / ٥٤] و (عاملة ناصبة) [الغاشية / ٣]. وقد يقع النون قبل النون في كلمة نحو (إنّا) و (منّا) و (النّاس)(٤) ، ولم يقع النون قبل الميم في كلمة في القرآن.
الثالث : القلب (٥) ، واتّفقوا على قلبهما ميما عند الباء نحو قوله تعالى : (أن بورك) [النمل / ٨] و (هنيئا بما) [الطور / ١٩] ، وكذلك إذا التقيا في كلمة واحدة نحو : (أنبئهم بأسمائهم) [البقرة / ٣٣].
الرابع : الإخفاء (٦) ، اتّفق الجماعة على إخفائهما عند ما بقي من حروف المعجم سواء التقيا في كلمتين أم في كلمة واحدة. وجملتها خمسة عشر حرفا ، وقد جمعتها / ٤٤ و/ في أوائل كلم بيت وهو :
صف ذا ثنا جود شخص قد سما كرما |
|
ضع ظالما زد تقى دم طالبا فترى (٧) |
فالصاد : (لينصرك الله) [الفتح / ٣] و (لمن صبر) [الشورى / ٤٣] و (مئة
__________________
(١) عند الجميع (ينظر : التمهيد / ١٦٧ ، والنشر ٢ / ٢٥ ، والإتحاف / ٣٢).
(٢) البقرة / ٨٥ ، وينظر : هداية الرحمن / ١٣٩.
(٣) اختلف في أصل الغنة الناتجة من إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم ، فالجمهور على أنها غنة الميم المقلوبة للإدغام ، والآخرون على أنها غنة النون المدغمة. (ينظر : الإقناع ١ / ٢٤٧ ، والموضح / ١٤٦ ، والنشر ٢ / ٢٥ ، وظاهرة التنوين في اللغة العربية / ٤٦ ، وقواعد التجويد والإلقاء الصوتي / ١٥٨).
(٤) البقرة / ٨ ، وينظر : هداية الرحمن / ٣٨٣.
(٥) ينظر : التحديد / ١١٧ ، والموضح / ١٧٤ ، والإقناع ١ / ٢٥٧.
(٦) ينظر : التمهيد / ١٦٨ ، والموضح / ١٧٠ ، والإقناع ١ / ٢٥٨.
(٧) من البحر البسيط.