يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (٦٥)
____________________________________
للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لئلّا ينظر إلى كثرة الأعداء ، كما جرت العادة في الحروب العادية.
قال بعض المفسرين : نزلت في البيداء قبل الشروع في القتال في وقعة بدر (١).
[٦٦] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ) أي رغّب (الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ) بذكر فوائده وآثاره وأنهم يسودون بسببه ويحوزون الأجر والثواب في الآخرة لأجله (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ) أيها المؤمنون (عِشْرُونَ صابِرُونَ) على القتال (يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) من الكفار فكل واحد من المؤمنين في قبال عشرة من الكافرين (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وذلك لأن الإيمان والتضحية طاقتان عظيمتان تبدّلان الإنسان العادي إلى شخص شجاع مقدام ، وذلك الضعف في الكفار بسبب أنهم (قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) أي لا يفهمون ، فمن يحارب عن معرفة وإيمان يزوّد بما لا يزوّد به الإنسان الخليّ من العقيدة والدين ، وإن من عرف أنه إن قتل دخل الجنة وإن قتل دخل الجنة ، كان قوي القلب في مقابل من لا يفقه ذلك.
[٦٧] إن الفئة إذا كانت قليلة كانت الطاقة الإيمانية فيها قوية جدا ، وذلك لأنها تتقوّى حتى تتمكن من مقابلة القوي ، وهذا أمر بيّن في علم
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٤ ص ٤٩٠ ، عن الكلبي.