جامع لأعمال الكفار والشياطين الذين لا ينطقون إلا عن إلهام الفجور ، ويأتون الشر ، ويؤثرون أنفسهم على الناس ، ويأتون في ناديهم المنكر وذلك بدعوى الفعل والاستقلال كما قدمنا في الحديث عن قوم لوط ، فهؤلاء أصحاب جهنم المبعدون المنفيون المعذبون أبدا ، أما أصحاب الكفة الثانية فهم الأبرار الذين هم أصحاب النعيم المسمى عليين ، وهو كتاب جامع لأعمالهم من قبل أن يخلقوا ، وهؤلاء هم الموحدون ، متى بلغوا أشدهم أوتوا علم اليقين ، فشربوا من عين اليقين ، وما أدراك ما عين اليقين عين يشرب بها المتقون المقربون ، الذين قربوا نجيا ، وسبحوا لله بكرة وعشيا وخروا له ساجدين شاكرين لأنعمه ، ولما رزقهم من علوم التوحيد ، علوم حيرت الأولين والآخرين ، فهم شهداء أحياء يرزقون ، في رياض المعارف يحبرون ، خلقوا من الأزل أرواحا مطهرين ، غير مدنسين ، هبطوا إلى الأرض من أعلى عليين ، فتقلبوا في أسفل سافلين ، حتى جاء نصر الله والفتح المبين ، فنصروا النصر العظيم.