سورة الدخان
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ، ٢ ـ (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢))
[الدخان : ١ ، ٢]
الحاء للرحمة والميم للتعميم ، والكتاب المبين هو المظهر للوجود الإلهي بعد أن كان مشروعا في الذهن الإلهي ثم كان.
٣ ، ٤ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤))
[الدخان : ٣ ، ٤]
الليلة المباركة هي ليلة القدر حيث قال سبحانه فيها وفي الكتاب في موضع آخر : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)) والقدر من إظهار القدر ، وفيه يتخذ كل ذي روح موقعه من الوجود وقدره فيه ، والعالم كله قدر ، والإنسانية بخاصة لها قدر خاص ، وقدر الإنسان أن يكون وسيلة ظهور لله ، وبه وعن طريقه يظهر الله ويمارس فعاليته وقواه.
٥ ، ٦ ـ (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦))
[الدخان : ٥ ، ٦]
الحديث عن الأنبياء المرسلين رحمة من الله للناس ، فمن دون الأنبياء ما كان للإنسان أن يعرف ربه ، وإن عرفه عن طريق الإلهام والنجوى فهو سيظل في حاجة إلى التشريع الذي هو سكة السّلام ودرب الهدى في هذا الظلام.
٧ ، ٩ ـ (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩))
[الدخان : ٧ ، ٩]
تحدثنا عن الشمولية الإلهية وأنه تعالى يتعالى عن أن يتعالى عليه شيء ، وهذا جوهر الإحياء والإماتة ، إذ مرد كل أمر إليه خيرا وشرا منه وبإذنه ، وما عبد من عبد ، وما عبد في زمن الأولين إلا كانت هذه العبادة درجات للوصول والتعريف ، فالإنسان يتدرج من رؤية المحسوس إلى رؤية المعقول أو الصورة والمعنى ثم يعلو فوق الصور كما فعل إبراهيم حتى يصل إلى رب العالمين.
١٠ ـ (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠))
[الدخان : ١٠]
سميت السورة الدخان ، والدخان أصل الوجود العياني ، وهو اللطيف الشفاف اللامرئي ،