الغزالي : لما أشرقت شمس الوصول على مصابيح الأصول تبين الحق لأرباب البصائر ، وأن كل إلى طبعه راجع وصائر.
٢٣٧ ـ (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢٣٧))
[البقرة : ٢٣٧]
النصف المفروض الإقرار بعالم الربوبية والمربوبية ، فالأول تابع للرب ، والثاني تابع للمربوب ، والفريضة أن يعطي كل من الفاعل والمنفعل النصف ، أو أن يتم التراضي الذي يظهر الحد لكل من الرب والمربوب.
٢٣٨ ، ٢٣٩ ـ (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩))
[البقرة : ٢٣٨ ، ٢٣٩]
الصلاة الوسطى القلب عند استوائه كاملا ليلة بدر التمام ، فعندئذ يكون توجهه نحو الشمس بكليته فيكون ضوؤه تاما ، ويكون مرآة يأخذ من شمس الذات ، وينير أرض البدن ، ويأخذ من البدن باعتباره الحاجة إليه لينيره.
٢٤٢ ، ٢٤٠ ـ (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٤٠) وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (٢٤١) كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢٤٢))
[البقرة : ٢٤٢ ، ٢٤٠]
الوفاة وفاة القلب عند الوصول إلى كعبة الإشراق ، والزوج النفس فالقلب في حال فنائه يترك النفس حيرى تائهة ، ولهذا أمر الله سبحانه بالوصية للنفس ، وذلك بتركها في محلها من عالم العيان حتى يسفر الأمر ، ويعود السالك المراد من المحو إلى الصحو ، أو من الجمع إلى الفرق الثاني كما تقول الصوفية.
٢٤٣ ، ٢٤٤ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٢٤٣) وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٤٤))
[البقرة : ٢٤٣ ، ٢٤٤]
الألوف المؤلفة أصحاب النفوس الجزئية الخارجون من بحر الذر الكلي ، والذين خافوا الموت ، فقال لهم الله موتوا ، فأماتهم الموت الطبيعي ، وذلك بأن يروا ويتحققوا أنهم ميتون لقيام أمرهم بالحق لا بهم ، وقيام نفوسهم بالروح لا بنفوسهم ، فلما علموا هذا أحياهم