سورة النّاس
سورة النّاس مدنيّة (١) ، وهي سبعة وسبعون حرفا ، وعشرون كلمة ، وستّ آيات. قال صلىاللهعليهوسلم : [قال لي جبريل : ألا أخبرك بأفضل ما يتعوّذ به؟ قلت : ما هو؟ قال : المعوّذتان فما تعوّذ متعوّذ بمثلهما](٢).
وقال صلىاللهعليهوسلم : [من قرأ سورة الفلق وسورة النّاس أعطاه الله من الأجر كأنّما قرأ جميع الكتب الّتي أنزلها الله تعالى على الأنبياء ومحمّد صلىاللهعليهوسلم](٣).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) (٤) ؛ أي قل يا محمّد : امتنع واعتصم بخالق الخلق المقتدر عليهم ، المالك لنفعهم وضرّهم وحياتهم وموتهم ، المستحقّ للعبادة الذي إليه مفزعهم وملجأهم ، من شرّ الشيطان ذي الوسواس المستقر المختفي عن أعين الناس ، (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (٥) ، الذي يصل بوسوسته إلى صدور الناس ، كما جاء في الحديث : [إنّ الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم ، فتعوّذوا بالله منه](٤).
__________________
ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير : ج ٦ ص ١٣٠ : الحديث (٨٦٨٤) ؛ قال المناوي : (هو لفظ رواية الديلمي والبزار ، قال الهيثمي : وفيه أبو بكر الهذلي ، ضعيف جدا). وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال : ج ٤ ص ٣٤٦ في ترجمة أبو بكر الهذلي : الرقم (٤٦ / ٧٧٨).
(١) في الدر المنثور : ج ٨ ص ٦٩٣ ؛ قال السيوطي : (أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : أنزل بالمدينة(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)) وغالب قول المفسرين أنها مكيّة.
(٢) لم أجده بهذا اللفظ ، وأصله أخرجه أصحاب السنن عن عقبة بن عامر وغيره من الصحابة.
(٣) أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أبي بن كعب ، وهي واهنة ، والحديث المرفوع في ذلك موضوع. ينظر : الكشاف : ج ٤ ص ٨١٧.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في المسند : ج ٦ ص ٣٣٧. والبخاري في الصحيح : كتاب بدء الخلق : باب