[إنّ اليتيم إذا بكى اهتزّ لبكائه عرش الرّحمن ، فيقول الله : يا ملائكتي
من أبكى هذا اليتيم الّذي غيّبت أباه في التّراب؟ فتقول الملائكة : ربّنا أعلم ،
فيقول : يا ملائكتي أشهدكم أنّ كلّ من أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة]. قال : «فكان عمر إذا رأى يتيما مسح على رأسه وأعطاه
شيئا».
قوله تعالى : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) (١٠) ؛ وهو الزجر بالصّياح في الوجه ، وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : [إذا سأل السّائل فلا تقطعوا عليه مسألته
حتّى يفرغ منها ، ثمّ ردّوا عليه بوقار ولين أو ببذل يسير أو بردّ جميل ، فإنّه قد
يأتيكم من ليس بإنس ولا جانّ ، ينظرون كيف صنعكم فيما خوّلكم الله]. وسئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم متى يباح أن يردّ الفقير؟ فقال : [إذا رددته ثلاثا
تلطّفا فلا يذهب ، فلا بأس أن تزبره].
وكان الحسن
يقول : «أراد بالسّائل في هذه الآية سائل العلم لا تردّه خائبا». وقال يحيى بن آدم
في هذه الآية قال : «إذا جاءك طالب العلم فلا تنهره». وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [لا يمنعنّ أحدكم السّائل أن يعطيه إذا سأل ، وإن رأى
في يديه قلبين من ذهب]. وعن إبراهيم بن أدهم قال : «نعم القوم السّؤّال ،
يحملون زادنا إلى الآخرة ، يجيء السّائل إلى باب أحدكم فيقول : هل توجّهون إلى
أهليكم شيئا».
__________________