يَسْتَقِيمَ)(١) قالوا : قد جعلت المشيئة لنا ولا نشاء ، فشقّ ذلك على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فنزل (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ).
ومن نفى المشيئة قال : إنّ هؤلاء مخصوصون لا يشاءون إلّا أن يشاء الله أن يكرههم عليه ، قال الحسن : «ما شاءت العرب أن يبعث الله محمّدا رسولا ، فشاء الله ذلك وبعثه على كره منهم). وعن النّضر بن شميل أنه قال : «لا تمضي مشيئة إلّا بمشيئة الله تعالى ، ولا تمضي مشيئة من العبد إلّا بعلم الله ، فمن علم الله منه خيرا شاء الإيمان ، ومن شاء الإيمان شاء الله له أن يوفّقه ، ومن شاء الكفر شاء الله أن يخذله».
قوله تعالى : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ؛) أي يكرم من يشاء بدين الإسلام بتوفيقه من كان أهلا لذلك ، وقوله تعالى : (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (٣١) ؛ نصب (الظالمين) على المجاورة ؛ ولأنّ ما قبله منصوب ، والمعنى : ويعذب الظالمين ، أعدّ لهم عذابا أليما ، ويعني بالظّالمين مشركي مكّة.
آخر تفسير سورة (الدهر) والحمد لله رب العالمين
__________________
(١) التكوير / ٢٨.