قال : أنت عليّ كيد أمّي أو رجلها ، أو قال : يدك عليّ أو شعرك عليّ كظهر أمي كان باطلا.
وقال مالك : (يصحّ الظّهار بالتّشبيه بالأجنبيّة). وقال الشعبيّ : (لا يصحّ الظّهار إلّا بالأمّ) ، وقال الشافعيّ : (إذا قال : يدك ، أو قال : أنت عليّ كيد أمّي ، فهو ظهار). (ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٣).
قوله تعالى : (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ؛) أي فمن لم يجد من المظاهرين الرقبة ولا قيمتها ، فعليه أن يصوم شهرين متتابعين قبل المسيس. وهذا يقتضي أنه إذا أفطر فيهما لمرض أو غيره كان عليه استقبال الصّوم أيضا ، وكذا إذا قدر على الرقبة في خلال الصّوم فلم يعتقها حتى عجز عنها كان عليه الاستقبال أيضا في قول أبي حنيفة ومحمّد ، سواء كان المسيس بالليل أو بالنهار. وقال أبو يوسف : (إذا مسّها باللّيل عامدا أو بالنّهار ناسيا لم يستقبل).
قوله تعالى : (فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ؛) إذا عجز عن الصّوم لكبر أو مرض فكفّارته أن يطعم ستّين مسكينا ، وإن مسّها المظاهر بعد ما أطعم بعض الطعام لم يستقبل الإطعام ؛ لأنه ليس في ذكر الإطعام في هذه الآية من قبل أن يتماسّا ، إلّا أنّا إنما أمرناه بالإطعام قبل المسيس ؛ لأنّا لو لم نأمره بذلك لم يؤمن أن يمسّها فقدر على العتق قبل الإطعام أو يقدر على الصّوم قبل الإطعام فيحصل أو الصوم بعد المسيس ، وذلك خلاف ما أوجبه الله تعالى.
قوله تعالى : (ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ؛) أي ذلك الذي أمركم الله به لتستديموا الإيمان بالله ورسوله ، وتصدّقوا أنّ الله أمر بذلك. قوله تعالى : (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ ؛) أي التي شرّعها الله تعالى في الظّهار أحكام الله وفرائضه ، (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤) ، وللجاحدين لحدود الله عذاب جهنم.
فلمّا نزلت هذه الآية قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لأوس بن الصّامت : [هل تستطيع أن تعتق رقبة؟] قال : فإنّي قليل المال ، قال : [فهل تستطيع أن تصوم شهرين؟] قال : والله يا رسول الله إنّي إذا لم آكل في اليوم ثلاث مرّات كلّ بصري وخشيت أن تعشو عيني ، قال : [فهل تستطيع أن تطعم ستّين مسكينا؟] قال : لا والله إلّا أن تعينني يا رسول