وقيل : معنى البيان : بيان الحلال والحرام ، وبيان الخير والشر ، وما يأتي وما يذر. وقال أبو العالية : (يعني الكلام). الحسن (١) (النطق والتمييز) (٢) ، وقيل : الكتابة بالقلم ، وقال السدي : (علم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به) (٣).
قوله : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (٥) ؛ معناه : أنهما يجريان على حساب مستقيم لا يختلف ، يدلان على عدد الشهور والسنين والأوقات ، فإن الشمس تقطع الفلك في ثلاثمائة وخمسة وستين يوما ، والقمر يقطع الفلك في ثمانية وعشرين يوما ، وستين في يومين ، وفي جريهما دلالة على التوحيد.
وقيل : معناه : أنهما تحسب بهما الأوقات والآجال ، ولو لا الليل والنهار ، والشمس والقمر لم يدرك أحد كيف يحسب شيئا ، لو كان الدهر كله ليلا كيف يحسب تقدير الآية. والشمس والقمر يجريان بحسبان.
قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (٦) ؛ معناه : والنجم في السماء ، والشجر في الأرض يسجدان لله تعالى. وقيل : معناه : النبات والشجر يسجدان ، فإن النجم ما نبت على غير سائق ، والشجر ما نبت على سائق في اللغة ، كما يقال في كل ما طلع : إنه نجم ، ومن ذلك نجم القرآن.
ومعنى سجودهما ؛ أي يسبحوه ظلالهما كقوله (يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ)(٤). وقيل : يسجدان لله على الحقيقة ، إلا أننا لا نفقه (٥) على سجودهما كقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان عن ابن زيد : الأثر (٢٥٤٣١). وفي الكشف والبيان : ج ٩ ص ١٧٧ ؛ قال الثعلبي : (وقال أبو العالية وابن زيد) وذكره.
(٢) نقله الثعلبي عن أبي العالية وابن زيد في الكشف والبيان : ج ٩ ص ١٧٧.
(٣) ذكره عنه الثعلبي في الكشف والبيان : ج ٩ ص ١٧٧. والبغوي في معالم التنزيل : ص ١٢٥٧.
(٤) النحل / ٤٨.
(٥) في المخطوط العبارة مبهمة ومرسومة بالشكل الآتي : (الا ان لا نقف) ونهاية (ف) أقرب إلى رسم الهاء. وأثبتناه على معنى الآية من قوله تعالى : (وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ.)