مع المعوّض منه في قولهم : (الإله) ، وإنّما قُطعت الهمزة مع كونها زائدة غير أصلية في النداء مثل : يا ألله ، للزومها تفخيماً لهذا الاسم الشريف (١).
قوله عليهالسلام : «والاسم غير المسمّى» يعني : الله المركّب من ألف ولام وهاء ، غير معناه المقصود منه ، وهو دليل على بطلان ما نقلناه عن بعض العامّة وهم الأشاعرة (٢) : من أنَّ الاسم عين المسمّى ، ولما أشار عليهالسلام إلى أنَّ الاسم غير المسمّى أشار إلى أقسم العبادة وإثبات حقّية واحد منها وإبطال ما عداه بقوله عليهالسلام : «فمن عبد الاسم» أي اتخذه معبوداً لنفسه دون المعنى المقصود منه وهو المعبود الحقيقي فقد كفر بالله ؛ إذ جعل ما ليس بربّ ربّا ، «ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد اثنين» ؛ لجعله ما ليس معبوداً وهو الاسم معبوداً مع المسمّى فهو مشرك بهذا الاعتبار ، «ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد» المطلق الَّذي اعتبر فيه تجرُّده عن جميع ما سواه حَتَّى عن اسمه تعالى ، «فلو كان الاسم هو المسمّى لكان كلّ اسم منه إلهاً» ولزم تعدد الآلهة بتعدد الأسماء وهو باطل ، والملزم مثله «يدل عليه بهذه الأسماء» وكلّها غيره ؛ لأنَّ الدليل غير مدلول قطعاً.
__________________
(١) شرح اُصول الكافي للمازندراني ٣ : ٩٩.
(٢) قال الشيخ فضل الله الزنجاني في تعاليقه على كتاب (أوائل المقالات) ، ما نصّه : (وأمّا ابن فورك ـ من متكلّمي الأشاعرة ـ فقد حُكي عنه أنه قال : (إنَّ كلّ اسم فهو المسمّى بعينه ، وإنّه إذا قال القائل : الله ، قوله دال على اسم هو المسمّى بعينه) ، ونقل عنه ابن حزم أنّه كان يقول : إنّه ليس لله تعالى إلّا اسم واحد ، وإنَّ ما ورد في القرآن من قوله تعالى : (ولله الأسماء الحسنى) وكذا ما في الخبر : (إنَّ لله تسعة وتسعين اسما) فالمراد به التسمية ، ففرّق هو بين الاسم والتسمية. وقد أطال ابن حزم في الرد عليه ، ومذهب ا لمعتزلة والشيعة هو : اتحاد الاسم والتسمية ومغايرتهما للمسمّى). (ينظر : أوائل المقالات : ٢١٧ الهامش)