حديث البسملة والحملة
[١] ـ قال أجزل الله له الثواب كما ألهمه النُطق بالصّواب : «بسم الله الرحمن الرحيم» (١).
أقول : افتتح الكلام بالبسملة اقتداءً بحديث خير الأنام صلىاللهعليهوآله ففي تفسير العسكري عليهالسلام عن آبائه ، عن علي عليهالسلام : إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله حدَّثني عن الله عزَّ وجلَّ أنَّه قال : «كلّ أمر ذي بال لا يُذكر بسم الله فيه ، فهو أبتر» (٢).
وفي (الجعفريات) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «كلّ كتاب لا يُبدأ فيه بذكر الله ، فهو أقطع» (٣).
قلت : وحديث الابتداء مرويٌ في التحميد أيضاً كما في (مجمع البحرين) أنَّ في الحديث : «كلّ أمر ذي بال لم يُبدأ بحمد الله فهو أبتر» (٤).
ورواه العامّة أيضاً في عامة كتبهم وصحاحهم (٥).
وعليه فالجمع بينهما مشكل ، فإنَّ الابتداء بكلّ منهما ينافي الابتداء بالآخر.
وأحسن ما قيل في حَلّ الإشكال : إنَّ الابتداء يُعتبر في العرف ممتداً من حين الأخذ في التصنيف إلى الشروع في المقصود فيقارنه التسمية والتحميد ، بل والصلاة على النبي صلىاللهعليهوآله.
__________________
(١) معالم الدين : ٣.
(٢) التفسير المنسوب للإمام العسكري عليهالسلام : ٢٥.
(٣) عنه مستدرك الوسائل ٨ : ٤٢٤ ح ٩٩١٧ : ٨.
(٤) مجمع البحرين ١ : ٢٦٦.
(٥) ينظر : السنن الكبرى للنسائي ٦ : ١٢٧ ح ١٠٣٢٨ ، صحيح ابن حبان ١ : ١٧٣ ، السنن الكبرى للبيهقي ٣ : ٢٠٩ ، كنز العمال ٣ : ٢٦٣ ح ٦٤٦٢ وغيرها ، وفيها : (فهو أقطع).