بالهداية : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رضياللهعنهمْ وَرَضُوا عَنْهُ (١).
وبفحوى الآية الشريفة : لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ (٢).
والحديث الشريف : «أصحابي كالنجوم بأيِّهم اقتدیتم اهتديتم» (٣) ؛ الخلفاء الأربعة على الحق ، وكانت المواصلة والمرابطة بينهم مرعية : فقد سألوا علياً عليهالسلام من بعد وفاة الخليفة الأول والثاني عن حالهما ، فقال عليهالسلام : «هما إمامان قاسطان ، عادلان ، كانا على الحقّ» (٤).
وكان يقول الخليفة الأوّل في حقِّ علي عليهالسلام : (لست بخيركم وعليٌّ فيكم) (٥).
والخليفة الثاني كان يكرر هذا الكلام في حقِّ علي عليهالسلام : (لولا علي لهلك عمر) (٦) ، ونظائر ذلك ـ ممَّا يدل على رضاء كلّ منهم من صاحبه ـ کثیر.
وفي سنة ٩٠٦ خرج الشاه إسماعيل الصفوي ، وأشاع الرفض ، والسبِّ للخلفاء الثلاثة ؛ وهو السبب في ظهور الفساد ، ونهب أموال العباد ، وأورث البغض ، والمعاداة فيما بين المسلمين. ومقتضى قوله تعالى : قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ (٧).
__________________
(١) سورة التوبة : من آية ١.
(٢) سورة الفتح : من آية ١.
(٣) ينظر : تفسير الثعلبي ٣ : ٣٣٤ ، تفسير النسفي ٢ : ٢٦٨.
(٤) ينظر : الصراط المستقیم ٣ : ٧٣ مع تأويل الحديث فيه ، وفيه أن المسئول هو الإمام الصادق عليهالسلام ، فليراجع.
(٥) ينظر : الصراط المستقیم ٢ : ٢٤.
(٦) ينظر : الصراط المستقيم ٣ : ١٥ ، وينظر مصادر هذا الحديث في كتاب الغدير ٦ : ١ ـ ١١.
(٧) سورة آل عمران : من آية ٢٦.