وفي سنة ١٢٦ جُدِّد فرش الصحن على نفقة رجل من أهالي إيران يقال له (مير خير الله) ، كما هو المستفاد من مادة تاريخه الفارسي :
(بنای مهر خير الله بجا بود) (١).
طلائع بن رُزّيك
وممَّن تشرَّف بتقبيل القبلة : الملك الصالح ، فارس المسلمين ، أبو الغارات ، نصیر الدین طلائع بن رزيك ، وكان شجاعاً ، كريماً جواداً فاضلاً ، محبّاً لأهل الأدب ، جيد الشعر ، رجل وقته فضلاً وعقلاً وسياسة وتدبيراً ، وكان مُهاباً في شكله ، عظيماً في سطوته ، محافظاً على الصلوات فرائضها ونوافلها ، شدید المغالاة في التشيّع.
وقد توجَّه في بدء أمره مع جماعة من مساكين الشيعة إلى زيارة النَّجف. وكان متولّي المشهد الشريف يومئذ رجلاً اسمه السيِّد معصوم ، فرأى في المنام : أنّ أمير المؤمنين يأمره أن يصل إلى أربعين شخصاً من فقراء الشيعة جاؤوا للزيارة ، وفيهم رجل يقال له : طلائع بن رزيك وهو من أكبر الشيعة والمحبين لنا ، وقل له : إنا أعطيناك إيالة مصر فتوجَّه إليه سريعاً ، فلمَّا أصبح السيِّد جاء إليهم ، وأخبر رزيك بمقالة أمير المؤمنین عليهالسلام ، فتوجَّه من وقته إلى مصر ، فكان من أمره ما شحن به التأريخ ، وكانت وفاته في رمضان سنة ٥٥٦. ورزيك بضم الراء ، وتشديد الزاء المكسورة ، وسكون الياء المثناة (٢).
__________________
(١) ينظر : تاريخ النجف الأشرف ١ : ٣٦ وفيه ذكر عدة تواريخ منظومة لهذا الفرش ، فلتراجع.
(٢) الخطط المقريزية ٤ : ٧٣ ـ ١ ، عنه تاريخ النجف الأشرف ٢ : ١٤٥ ، وفيها أن السيِّد هو ابن معصوم.