ب ـ الطبعة الثانية : تقديم الشيخ مُحَمَّد صادق الجعفري ، طبع مكتبة الصادق في طهران ، سنة ١٤٠١ هـ ، أوفسيت على الطبعة الأُولى ، الحجم رقعي ، جزءان في مجلد واحد ، أدخلت عليها تصحيحات الطبعة الأولى.
أنا والكتاب :
قبل نحو من ثماني عشرة سنة اقتنيت هذا الكتاب ـ تحفة العالم ـ وطالعت جلّه ، وكنت أعجب من موسوعيَّته وغزارة مادته العلمية التاريخية ، وكنت أحدِّث أصحابي عن ذلك أحياناً ، وربما قرأت لهم فصولاً منه وخاصة ما يتعلق بتاريخ النجف الأشرف ، وكانت تؤلمني جداً كثرة الأغلاط التي فيه من جرّاء الطبع ، وأتذكر أنّي ذكرت إعجابي به إلى آية الله السيِّد حسين بن مُحَمَّد تقي آل بحر العلوم رحمهالله (ت ١٤٢٢ هـ) ـ والذي كان له دور بارز في تربيتنا من طفولتنا إلى شبابنا ، وذلك بالإجابة عن أسئلتنا التي يكتنفها المزاح أحياناً والسؤال عنّا عند غيابنا ، وأحياناً بالشكوى ممّا كان يمر به من الآلام والاضطهاد في تلك الفترة العصيبة الظالمة ـ فروى لي بعض الشيء مما رآه من المؤلف رحمهالله لمعاصرته له ، وأشار لي عن محل جلوسه في مقبرة آل بحر العلوم ، وأذكر أنه قال لي ما مضمونه : إنه كان من عادة أهل النجف الأشرف أن جنازة العلماء فيهم تمرر في السوق الكبير ، وتعطل لذلك دكاكين السوق ، فأوصى رحمهالله أن لا تمرر جنازته بالسوق لئلا تتأذى الكسبة من جراء ذلك الفعل ، وما ذلك إلا من شدة تواضعه.
وفي شهر رمضان من سنة ١٤٢٩ هـ اقترح عليّ مشكوراً العلامة السيِّد مُحَمَّد علي بحر العلوم دام عزّه تحقيق الكتاب ، فشمرّت عن ساعد الجد وشرعت بالعمل من حينها في مجالس عديدة كنت أعاني فيها عدة أُمور ، منها :