روحانية صاحب المرقد عليه من الله السلام ، فلمَّا كان من اليوم الثاني أمر بقطع لسان المكذّب (١).
وفي بعض المجاميع : أن السلطان ، ورجال دولته لمّا شاهدوا القُبَّة المنورة وترجّل بعضهم عن فرسه ، فسأل السلطان عن السبب ، فقال : إنَّ صاحب هذا المرقد كان أحد الخلفاء فنزلت إجلالاً له. فقال السلطان : وأنا أيضاً أفعل ذلك. فقال له بعض رجاله : إنك خليفة حي ، ووالي اُمور المسلمين ، والحيّ أفضل من الميِّت. فقال السلطان : نتفاءل بكتاب الله ، فخرجت الآية الكريمة ، فأمر السلطان بضرب عنق المزبور ، وأنشد هذين البيتين إشارة إلى القصة :
تزاحَمُ تيجانُ المُلوكِ ببابِهِ |
|
ويكثُرُ عندَ الاستلامِ ازدحامُها |
إذا ما رأتْهُ من بعيدٍ تَرجَّلت |
|
وإن هي لم تَفْعَل ترجَّلَ هامُها (٢) |
وهما للشيخ أبي الحسن علي بن محمّد التهامي ، المقتول سنة ٤١٦.
وقد خمسَّها جدّي بحر العلوم بتخمیس نفيس وهو :
تَطوفُ ملوكُ الأرضِ حولَ جنابِة |
|
وتَسعَى لكي تحظى بِلَثْمِ تُرابِهِ |
فكانَ كَبيتِ اللهِ بيتٌ عَلا بِهِ |
|
(تزاحَمُ تيجانُ المُلوكِ ببابِهِ) |
__________________
(١) دار السلام ٢ : ٥ ، عنه اليتيمة الغروية : ٤٨٦ ، وعنه الأنوار العلوية : ٤٢٤ ، وفيه أن الحكاية وقعت للسلطان مراد ، وقال البراقي مؤلِّف اليتيمة الغروية بعد إیرادها ، ما نصّه : (ونقل هذه الحكاية بعض المتبحرين المعاصرين من أهل الهند في کتاب روح القرآن ، إلا أنه نسبها إلى السلطان سليمان) ، انتهى.
و (روح القرآن) للسيد المفتي المير محمّد عبَّاس بن علي أكبر الموسوي الجزائري التستري اللكهنوي ، جمع في آيات مناقب أهل البيت وتكلم فيه بكلام لطيف طريف. (ينظر : الذريعة ١١ : ٢٦٥).
(٢) البيتان من قصيدة قوامها سبعون بيتاً قالها التهامي في مدح حسان بن جراح. (ديوان التهامي : ١٤٣ ـ ١٤٧).