وقد بيّن بطلان هذا المذهب بما لا مزيد عليه في موضعه (١).
وعلى كل حال ، فمُحمّد بريء من قبول هذه النسبة إليه ، وفي الخبر عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : «كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : «المحامدةُ تأبی أن يعصى الله عزَّ وجلَّ.
قلت : ومَن المحامدة؟ قال : محمّد بن جعفر ، ومحمّد بن أبي بكر ، ومحمّد بن أبي حذيفة ، ومحمّد بن أمير المؤمنين» (٢).
وروى الكليني رحمهالله في الصحيح عن أبي عبيدة وزرارة جميعاً ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام قال : «لمّا قُتل الحسين عليهالسلام أرسل محمّد بن الحنفية إلى علي بن الحسين عليهالسلام فخلا به ، فقال له : يا ابن أخي ، قَدْ علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله دفع الوصية والإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثُمَّ إلى الحسن عليهالسلام ، ثُمَّ إلى الحسين عليهالسلام ، وقد قتل أبوك رضياللهعنه وصلّى على روحه ولم يوصِ ، وأنا عمُّك وصنو أبيك وولادتي من علي عليهالسلام في سنّي وقديمي أحقّ بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني في الوصية والإمامة ، ولا تحاجّني.
فقال له على بن الحسين عليهالسلام : يا عمّ ، اتّق الله ولا تدَّعِ ما ليس لك بحقّ ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين. إنَّ أبي يا عمُّ ـ صلوات الله عليه ـ أوصی إليّ قبل أن يتوجَّه إلى العراق ، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله صلىاللهعليهوآله عندي ، فلا تتعرّض لهذا ؛ فإنّي أخاف عليك تقص
__________________
(١) ديوان السيِّد محمّد مهدي بحر العلوم رحمهالله : ٤١ ؛ والقصيدة فيه تتكون من ثلاثة وخمسين بيتاً.
(٢) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ١ : ٢٦ ح ١٢٥ ومحمّد بن أبي حذيفة هو ابن عتبة بن ربيعة ، وهو ابن خال معاوية.