تخصيصه بتكرُّم الوجه
وفي ریحانة الألبا : (أنّ الدعاء بـ(كرّم الله وجهه) مختصٌّ بأمير المؤمنین علی بن أبي طالب ، كرَّم الله وجهه في لسان الناس ؛ لأنه أسلم صبياً ولم يسجدُ لغير الله.
قال : وقد روت الشيعة فيه أثراً ، وهو أنّ اُمّه وهي حاملة به ، كانت إذا جاءت الصنم أحسّت بتحويل وجهه عنه في بطنها. ولم نر فيه نقلاً لغيرهم(١)) ، انتهى (٢).
الجفر والجامعة من مؤلفاته عليهالسلام
وكان المسلمون قاطبة في المسائل المشكلة يقتبسون من مشكاة أنواره ، وقد جُمِعَ من كلمات حكمته وآياته ما يشبه كتاب الله العزيز ، کنهج البلاغة (٣) وکتاب الوصایا (٤) ، وكتاب نثر اللآلي (٥) الَّذي جمعه الحسن بن بشر الآمدي ، ودیوان شعره الَّذي قد شرحه جملة من الأكابر من العامّة والخاصة. وفي جملة
__________________
(١) روى هذا الحديث أحمد بن منصور الكازروني في كتابه مفتاح الفتوح المؤلّف سنة ٧٧ هـ (مخطوط) [ينظر : نفحات الأزهار ١ : ١٧) ، وتبعه الشبلنجی في نور الأبصار ص ٧٦ وهما من علماء الجماعة ، ونسبة روايته إلى الشيعة افتراء محض ، وهم براء من هذا القول ، وهذه كتبهم تشهد بذلك فهي في كتبهم مربية الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله والموصوفة بلسانه بالأم ، وهي أجل من أن تسجد لصنم ، وما هذا القول إلا شنشنة ؛ لكونها أم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
(٢) ريحانة الألبا ١ : ٤٣٤ رقم ٦٩.
(٣) نهج البلاغة : جمعه السيِّد محمّد بن الحسين المشهور بالشريف الرضي ت ٤٣ هـ.
(٤) كتاب الوصايا ، أي : وصاياه عليهالسلام لعدّة من العلماء ، وأورد بعضها الكليني في كتابه (الرسائل).
(٥) نثر اللآلي : هو في الكلمات القصار من كلامه عليهالسلام بترتیب حروف الهجاء كلها ٢٥ كلمة قصيرة جمعها أمين الإسلام الطبرسي المفسِّر الفضل بن الحسن ت ٥٤٨ هـ. (ينظر : الذريعة ٢٤ : ٥٣ رقم ٢٦٢)
وللشيخ أبي الفتح عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الآمدي الإمامي ، المتوفّى في ٥١٠ هـ کتاب (غرر الحکم ودرر الكلم) وهو من كلامه عليهالسلام ، وليس للحسن بن بشر الآمدي كتابٌ في ذلك ، فلاح (ینظر الذريعة ١٦ : ٣ رقم ١٦٤).