وفي ترجمة محمّد بن أورمه ما يقويه ، لاسيَّما أنه صنف كتاباً في ّالرد على الغُلاة ، وورد عن الهادي عليهالسلام : «أنّه برئ ممَّا قذف به ، ومع ذلك كانوا يرمونه بالغلوّ» (١).
رجال الشيخ الطوسي بعد فهرسته
وتوثيق الشيخ له في (رجاله) لا يعارضه تضعيفه في (الفهرست) ، فإنّ تصنيف الرجال مؤخّر عن (الفهرست) ، فيكون التوثيق فيه دليلاً على إعراضه عمّا في (الفهرست) فيحكم بموثقية حديثه ، بناءً على أنّ التعارض بين التوثيق المذكور وبين ما ذكره الغضائري من تعارض العموم والخصوص مطلقاً ؛ إذ لفظ (ثقة) ظاهر في كون الرجل : إمامياً عادلاً ضابطاً ، فعند التعارض بالتصريح على فساد العقيدة يحمل على أن المراد : الموثَّقية ، مع أنَّ الَّذي يظهر من تتبُّع الأخبار الصادرة عن سهل انتفاء الغلوّ عنه ، ولعلَّ نسبة الغلوّ إليه وإلى أضرابه من قبيل ما قيل : من أنَّ الظاهر من القدماء ـ لاسيَّما القمييّن منهم ـ أنّهم كانوا يعتقدون للأئمة منزلة خاصة ، وكانوا يعدون التعدّي عنها ارتفاعاً وغلواً ، مع أنَّ ما سمعته من النجاشي في ترجمته من أنّ له كتاب (التوحيد) (٢) ينافي المصير إلى الغلوّ بالمعنى المردود ، مع أن الظاهر منه : أن نسبته إلى الغلوّ وأمثاله من فساد العقيدة غير محقّقة عنده ، بل من حيث ذكره ابن عیسی.
__________________
(١) رجال النجاشی : ٣٢٩ رقم ١.
(٢) رجال النجاشي : ١٥ رقم ٤.