إنَّ خواطرَ كالآبارِ إن نُزِحَتْ |
|
طابَتْ وإنْ تُبقِ فيها ماءها أجِنا |
فاصبحْ شَكوراً أياديكَ التي سَلَفَتْ |
|
ما كُنْتُ أُظهِرُ عیبي بَعْدَ ما كَمَنا |
ولمكان إضرابي عنه وإعراضي حَتَّى عفى ذكر اسمه ، لم يبق إلا ما هو حقيق أن يرفض ولا يعرض ، ويضمر ولا يظهر ، ولكن مع ذلك أورد ما أدخل في حيز الامتثال ، وإن كان سرُّه أنسب بالحال ، فمنه :
وما الإسرافُ مِنْ خُلُقي |
|
وإنِّي لَأُجزّأُ بالقليلِ عَنِ الكثيرِ |
وما أُعطي المطامِعَ لي قياداً |
|
ولو خُودِعتُ بالمالِ الخطيرِ |
وأُغمِضُ عن عُيوبِ الناس حَتّى |
|
أخالَ وإن تناجيني ضميري |
وأحتملُ الأذى في كلِّ حالٍ |
|
على مَضَضٍ وأعفو عن كثيرِ |
ومَنْ كانَ الإلهُ له حسيباً |
|
أراهُ النُّجحَ في كُلِّ الأُمورِ |
ومنه قوله رحمهالله :
يا راقداً والمنايا غيرُ راقدةٍ |
|
وغافلاً وسهامُ الدهر ترمیهِ |
فيمَ أرتكَ الليالي قُبحَ دُخْلَتِها |
|
وغَدرَها بالَّذي كانَتْ تصافيهِ |
أما أرتك الليالي قبح دخلتها |
|
وغدرها بالذي كانت تصافيه |
رفقاً بنفسِكَ يا مغرورُ إنَّ لها |
|
يوماً تشيبُ النواصي من دواهيهِ (١) |
ولمَّا توفّي رثاه الشيخ محفوظ بن وشاح بقصيدة يقول فيها :
أقلقني الدهرُ وفرطُ الأسى |
|
وزادَ في قلبي لهيفُ الضَّرامْ |
__________________
(١) خاتمة المستدرك ٢ : ٤٦٨ ، أمل الآمل ٢ : ٥.