اُوتوا : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل مستتر فيه تقديره هم وهو العائد.
العلم : مفعول ثان لـ(اُوتوا) ، والجملة من الفعل ونائب الفاعل الَّذي هو العائد ، والمفعول صلة الموصول لا تحتاج إلى محل من الإعراب.
المعنى : بل القرآن آيات ومعجزات واضحات ، من حيث إنّ معانيه غير محصورة ومتباينة غير مقدورة لنا ، فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ، قيل : هم الحفّاظ والقرّاء ، والحقّ : أنّهم الأئمّة المعصومون عليهمالسلام ؛ لأنّ الكل إنّما هو في صدورهم ، وأمّا في صدور غيرهم ليس إلّا قليلا.
وتروى في الكافي روايات متكثرة على أنّهم هم الأئمّة عليهمالسلام ، ففيه عن أبي بصير ، قال : «سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول في هذه الآية : بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ فأومأ بيده إلى صدره» (١).
وعنه أيضاً قال : «قال أبو جعفر عليهالسلام في هذه الآية : بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ، ثُمَّ قال : أما والله ـ يا أبا محمّد ـ ما قال بين دفَّتي المصحف.
قلت : مَنْ هُم جُعِلتُ فداك؟ قال : مَنْ عسى أن يكونوا غيرنا» (٢).
أما : بالتخفيف ، حرف استفتاح.
وأبو محمّد : كنية أخرى لأبي بصير.
__________________
(١) الكافي ١ : ٢١٣ ح ١.
(٢) الكافي ١ : ٢١٤ ح ٣.