والملائكة : عطف على الفاعل.
واُولو العلم : عطف عليه أيضاً ، وهو مضاف ومضاف إليه.
المعنى : شبّهت دلالته على وحدانيته بالأفعال والآيات بشهادة الشاهد ، ووجه الشبه البيان والكشف ؛ لأنّ الدلالة مبنيّة للدعوى كاشفة عن صحَّتها كالشهادة. كذلك شبه إقرار الملائكة واُولي العلم بذلك ـ أي : بالتوحيد ـ واحتجاجهم عليه بالشهادة ، ثُمَّ استعمل (شهد) بدل (دلّ) و (أقرّ) فهي استعارة مصرَّحة تبعية (٢).
وتضمنت الآية الإبانة عن فضل العلم والعلماء ؛ لأنه تعالى قرن العلماء بالملائكة ، وشهادتهم بشهادة الملائكة ، وخصّهم بالذكر كأنّه لم يعتقد بغيرهم.
آية : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ...
[٥٣] ـ قال رحمهالله : «السابع : قوله تعالى : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» (٣).
__________________
(١) قَدْ ذكر رحمهالله أن الخبر محذوف ، فما معنى الجملة في محل الرفع على الخبرية؟ ُثُمَّ إنّ قوله : (هو مستثنى منصوب محله على الاستثنائية ، والجملة ـ أعني الأداة ـ مع المستثنى في محل الرفع) تضمَّن أخطاء فاحشة ، وخلطاً شنيعاً ، لا يقرره نحوي ، فليحرر. (السيد محمد الطباطبائي)
(٢) الاستعارة المصرحة هي التي يُصرح فيها باللفظ الدال على المشبه به المراد به المشبه ، وأمّا المصرحة التبعية فيكون فيها اللفظ المستعار فعلاً أو اسم فعل أو اسماً مشتقاً أو حرفاً أو اسماً مبهماً ، ينظر جواهر البلاغة : ١٨٦ ، ١٨٩ ـ ١٩٠.
(٣) معالم الدين : ١٠.