وفي مجالس الصدوق رحمهالله بإسناد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر ، قال : «لمّا أراد أمير المؤمنين عليهالسلام المسير إلى النهروان أتاه منجّم ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، لا تسر في هذه الساعة ، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ولمَ ذاك؟ قال : لأنّك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذى وضرّ شديد ، وإن سرت في الساعة التي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلّما طلبت.
فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : تدري ما في بطن هذه الدابة ، أذكرٌ أم أنثى؟
قال : إن حسبت علمت.
قال له أمير المؤمنين عليهالسلام : من صدّقك على هذا القول كذّب بالقرآن ، قال الله تعالى : إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١).
ما كان محمّد صلىاللهعليهوآله يدّعي ما ادّعيت ، أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، والساعة التي من سار فيها حاق به الضر؟
من صدّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله عزَّ وجلَّ في ذلك الوجه ، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه ، وينبغي له أن يوليك الحمد دون ربّه عزَّ وجلَّ ، فمن آمن لك بهذا فقد اتَّخذك من دون الله ندّاً وضدّاً.
ثُمَّ قال عليهالسلام : اللهُمَّ لا طير إلّا طيرك ، ولا ضير إلّا ضيرك ، ولا خير إلّا
__________________
(١) سورة لقمان : ٣٤.