ولكن في معجم الأدباء لياقوت الحموي ، أنه قرأ بخط أبي منصور محمّد بن أحمد الأزهري اللغوي في كتاب التهذيب له ، قال أبو عثمان المازني : لم يصح عندنا أنّ علي بن أبي طالب عليهالسلام تكلَّم من الشعر بشيء غير هذين البيتين (١) :
تِلكُم قَرَيْشُ تَمَنَّانِي لِتَقْتُلَنِي |
|
فَلا وجدّك لا بَرُّوا ولا ظَفَرُوا |
فإنْ هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذمَّتي لهُمُ |
|
لذاتِ وَدْقَيْنِ لا يَعْفُو لها أَثَرُ (٢) |
__________________
وثالثها : ما جمعه السيِّد أبو البركات هبة الله بن محمّد الحسيني ، وغير هذه الدواوين الثلاثة من كتب السيرة والتواريخ المعتمدة مصرحاً بأن ما يذكره لا يدّعي فيه القطع واليقين بأنه عليهالسلام ناظمه ومنشئه لتعذر الحكم باليقين في مثله ، بل إنما أخذ فيه بالظن الحاصل من نقل الرواة ، وكذا لا يدّعي إحاطته بجميع أشعاره بل يجوز أن يكون ما ظفر به دون ما صفرت عنه يداه ، فيذكر في جلّ الأشعار مآخذها من كتب الأعلام المشاهير من الدواوين الثلاثة ، وكتاب تفسير الإمام العسكري عليهالسلام ، وكتب الشيخ المفيد والشيخ الطوسي وغيرها بأسانيدهم ، مثل رواية محمّد بن اسحق ، ورواية الإمام علي بن أحمد الواحدي الَّذي كان إمام أصحاب الشافعي بخراسان غير مدافع ، ورواية الأديب أبي علي أحمد بن محمّد المرزوقي ، ورواية أبي الجيش المظفر السنخي وغير ذلك من الروايات ، وفي آخره : (قال مؤلِّف الكتاب : هذا ما أكدى إليه كدّي وأدى إليه جهدي من التقاط هذه الدرر الفريدة وارتباط أوابدها الشريدة ، جمعتها من مظان متباعدة ... ولا تذهلن عن قولي فيه».
(١) قال السيِّد محسن الأمين رحمهالله في أعيان الشيعة ج ١ ص ٥٤٩ في باب الشعر المأثور عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، ما نصّه : (عن الجاحظ في كتابي البيان والتبيين ، وفضائل بني هاشم ، والبلاذري في أنساب الأشراف : أنَّ علياً أشعر الصحابة وأفصحهم وأخطبهم وأكتبهم. وعن تاريخ البلاذري : كان أبو بكر يقول الشعر ، وعمر يقول الشعر ، وعثمان يقول الشعر ، وكان عليّ أشعر الثلاثة. وعن الشعبي : كان أبو بكر شاعراً وعمر شاعراً وعثمان شاعراً وكان عليّ أشعر الثلاثة. وعن سعيد بن المسيب : كان أبو بكر وعمر وعليّ يجيدون الشعر وعليّ أشعر الثلاثة. وقد ذُكر له عليهالسلام في الكتب أشعار كثيرة اشتهرت نسبتها إليه ورواها الثقات ودلت بلاغتها على صحّة نسبتها. وقال المرزباني في معجم الشعراء : يُروى له شعر كثير. فما يحكى عن المازني وصوّبه الزمخشري من أنّه : لم يصح أنه تكلَّم بشيء من الشعر غير هذين البيتين :
تلكم قريش تمناني لتقتلني |
|
فلا وربّك ما بروا وما ظفروا |
فإن هلكت فرهن ذمتي لهم |
|
بذات ودقين لا يعفو لها أثر |
وما يحكى عن يونس النحوي : ما صح عندنا ولا بلغنا أنّه قال شعراً إلّا هذين البيتين ليس بصواب).
(٢) معجم الأدباء ٤ : ١٧٢ ، لسان العرب ١٠ : ٣٧٢ ، ووردت في بشارة المصطفى ص ٣١٨ زيادة عمّا مذكور هنا سبعة أبيات.