الصلاة عليهم سبب لمزيد قربهم عليهمالسلام
[٢٥] ـ قال رحمهالله : «صلاة ترضيهم ، وتزيد على منتهى رضاهم ، وتبلّغهم غاية مرادهم ونهاية مناهم» (١).
أقول : ترضيهم من الإرضاء أو من الترضية ، يقال : أرضيته عني ورضّيته بالتشديد فرضي. وتبلغهم : من بلغت المكان بلوغاً ، أي : وصلت إليه.
وغاية مرادهم : في محل النصب على أنه مفعول لتبلغهم ، والمعنى : اُصلّي عليهم صلاة توصلهم إلى غاية المراد ونهاية المقصود ، وهذا الكلام من المصنّف رحمهالله ظاهر في أنَّ الصلاة عليهم سبباً لمزيد قربهم وكمالاتهم ، ولم دل دليل على عدم ترقّيهم في الكمالات في النشأة الآخرة ، بل بعض الأخبار يدلُّ على خلافه ، كما ورد في بعض أخبار التفويض : «أنه إذا اُفيض شيء على إمام العصر ، يُفاض أوّلاً على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ على إمامٍ إمامٍ حَتَّى ينتهي إلى إمام العصر (٢) ، حَتَّى لا يكون آخرنا أعلم من أوّلنا ، بل مراتب قربه وارتباطه
__________________
(١) معالم الدين : ٤.
(٢) ورد في كتاب العيبة للطوسي : ٣٨٧ ح ٣٥١ ، حديث يتعلّق بالمقام ، نصّه : منها ما أخبرني به الحسين بن عبيد الله ، «عن أبي عبد الله السحين بن علي بن سفيان البزوفري رحمهالله ، قال : حدّثني الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضياللهعنه قال : اختلف أصحابنا في التقويض وغيره ، فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال في أيام استقامته فعرفته الخلاف ، فقال : أخِّرني فأخَّرته أياماً فعدت إليه فأخرج إليَّ حديثاً بإسناده إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إذا أراد الله أمراً عرضه على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ أمير المؤمنين عليهالسلام وسائر الأئمّة واحداً بعد واحد إلى أن ينتهي إلى صاحب الزَّمان عليهالسلام ثُمَّ يخرج إلى الدنيا ، وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى الله عزَّ وجلَّ عملاً عُرض على صاحب الزَّمان عليهالسلام ، ثُمّ يخرج على واحد بعد واحد إلى أن يُعرض على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ يُعرض على الله عزّ وجل ، فما نزل من الله فعلى أيديهم ، وما عرج إلى الله فعلى أيديهم ، وما استغنوا عن الله عزَّ وجلَّ طرفة عين».