(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ) : كلام مستأنف. (١٣٤ و)
٥٠ ـ وجواب (١) (لو) محذوف.
و (الْمَلائِكَةُ) : أعوان ملك الموت (٢).
والضّرب على الوجوه لزجر المتقدّم ، وعلى الأدبار لطرد المتأخّر ، كأنّهم يسوقونهم سوق الخيل ويمنعونهم عن الانتشار. ويحتمل (٣) أنّ الضّرب على الوجوه للتّعذيب لا بمعنى آخر ، والضّرب على الأدبار للسّوق والحشر.
٥١ ـ (ذلِكَ) : إشارة إلى قوله : (وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) أو إلى تعقيب (٤) المؤاخذة وترك المعاجلة.
٥٣ ـ (لَمْ يَكُ) : لم يكن. وإنّما اختصّ الكون بالإخبار لاقتضائه الآنيّة العامّة.
وإنّما سقطت النّون ؛ لأنّها تشبه (٥) حروف المدّ واللّين في خفائها فجاز سقوطها بالجزم (٦).
والمراد ب (النّعمة) سوى نعمة التّوفيق والشّكر. وقيل : نعمة التّوفيق داخلة فيه ؛ لأنّ الله لا يخذل ولا يمنع التّوفيق إلّا مع سوء الاختيار ، لا يتقدّم هذا على ذلك ولا ذاك على هذا.
(ما بِأَنْفُسِهِمْ) : على أنفسهم من الشّكر ، فتغييرهم الشّكر (٧) تبديله بالكفر. وقيل : (ما بأنفسهم) : عند أنفسهم من النّعمة ، وتغييرهم إيّاها تسبّبهم (٨) لزوالها.
و (التّغيير) : تبديل الكيفيّة في الحقيقة إلّا أنّه يستعمل في تبديل الأعيان (٩) مجازا كما يقال : انقلب التّرح فرحا والبكاء ضحكا.
٥٤ ـ وإنّما كرّر التّشبيه بدأب آل فرعون للحثّ على الاعتبار. وإنّما عيّن فرعون وإهلاكه (١٠) بالغرق ؛ لأنّه أشدّ استفاضة من أخبار عاد وثمود والذين من قبلهم.
٥٥ ـ (فَهُمْ) : الفاء لتعقيب امتناعهم في الحالة الثّانية كفرهم في الحالة الأولى (١١).
__________________
(١) ساقطة من ب ، وبعدها في ك : أو ، بدل (لو). وينظر : إعراب القرآن ٢ / ١٩٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٥ / ١٣٧ ، والكشاف ٢ / ٢٢٩.
(٢) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٥٠٢.
(٣) بعدها في ك : على ، وهي مقحمة.
(٤) في ب : التعقيب.
(٥) في ب : لا تشبه ، بدل (لأنها تشبه).
(٦) ينظر : التفسير الكبير ١٥ / ١٨٠.
(٧) (فتغييرهم الشكر) ساقطة من ب. وينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٥٦.
(٨) في ع : تسبيبهم.
(٩) في ع : الأحيان.
(١٠) في ع : وأهلكه.
(١١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ١٤٢.