والمراد ب (الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) المخاذيل عن العمل بقضيّة العقل (١).
٢٣ ـ (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ (٢) فِيهِمْ خَيْراً) : يدلّ على تفاوت طبائع السّعداء والأشقياء (٣) ، وأنّ السّعيد مجبول على خير طبيعيّ متقدّم على الخير الكسبيّ ، مظهر عند التّوفيق للكسب ، ثمّ يثمر الاستقامة ، وأنّ الشّقيّ غير مجبول عليه فلا (٤) يستقيم وإن وفّق للاستماع والاعتبار.
٢٤ ـ (لِما يُحْيِيكُمْ) : إحياء القلوب للتّفكّر والاعتبار بروح الإلهام والقرآن ، وإحياء الشّهداء للثّواب قبل يوم البعث (٥).
و (الحائل) : الحاجز (٦). وقوله : (يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) ، أي : يملك قلبه فيقلّبه كيف يشاء ، إن شاء جعله مشرقا بنور الغيب ، وإن شاء جعله ميتا (٧) محجوبا.
٢٥ ـ (وَاتَّقُوا فِتْنَةً) : عامّة ، ما يعمّ الفاسق والمداهن عن ابن عبّاس (٨) ، وللعصبية (٩) عن غيره.
(لا تُصِيبَنَّ) : كالصّفة للفتنة (١٠).
وإنّما دخلت النّون المشدّدة بإضمار قسم (١١) ، يقيم القسم وجوابه مقام الصّفة.
٢٦ ـ (إِذْ أَنْتُمْ) : عدد (قَلِيلٌ)(١٢) ، أو شيء قليل ، ولو وصف آحاد الجماعة بالقلّة لقال : إذ أنتم قليلون.
(النَّاسُ) : كفّار قريش ، عن عكرمة وقتادة والكلبيّ ، وقيل : فارس والرّوم (١٣).
(فَآواكُمْ) : أراد تبوئة المدينة مراغما ومهاجرا لهم (١٤).
__________________
(١) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٤٠.
(٢) بعدها في ب : أن ، وهي مقحمة.
(٣) في الأصل وب : أو الأشقياء.
(٤) ساقطة من ب.
(٥) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٥١ ، وزاد المسير ٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣١.
(٦) ينظر : لسان العرب ١١ / ١٨٧ (حول).
(٧) ساقطة من ك. وينظر : تلخيص البيان ٥٤ ـ ٥٥ ، والوجيز ١ / ٤٣٦ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٥٢.
(٨) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٤١ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٥٣ ، والبحر المحيط ٤ / ٤٧٧.
(٩) في ك : والعصبة ، وفي ع وب : والعصبية.
(١٠) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٤٧٨.
(١١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ١٠٣ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٦٢١ ، والبحر المحيط ٤ / ٤٧٨.
(١٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ١٠٤ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٤٢ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٥٤.
(١٣) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٢٩٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٥ / ١٠٥ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٤٢.
(١٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٤٠٧ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٤٢ ، وزاد المسير ٣ / ٢٣٣.