من الملّة وهي الرّمل المحمّى ، وقيل : من قولك : تملّيت الثّوب ، إذا
لبستها ملاوة من الدّهر» .
وفي قوله تعالى
: (شَهْرُ رَمَضانَ) [البقرة : ١٨٥] بيّن معنى (الشّهر) ، ثم تحدّث عن جمعه واشتقاقه ، فقال : «وجمعه
: أشهر وشهور. مشتقّ من الشّهرة» . ثمّ بيّن معنى (السّفر) واشتقاقه عند كلامه على قوله
تعالى في الآية نفسها : (وَمَنْ كانَ مَرِيضاً
أَوْ عَلى سَفَرٍ) ، فقال : «واسم (السّفر) في اللّغة يشمل أيّ خروج من الوطن
ولو مدّة ساعة ، إذ اشتقاقه من سفارة السّفير ، أو الإسفار وهو الظّهور» .
وفي قوله تعالى
: (هَلْ يَسْتَطِيعُ
رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ) [المائدة : ١١٢] بيّن معنى (المائدة) واشتقاقها ، فقال : «و (المائدة) :
الخوان حالة كون الطّعام عليه ، مشتقّ من الميد ، وهو العطاء والنّفع والعون ،
تقول : مادني ويميدني» .
٢ ـ الترادف
وهو ما اختلف
لفظه واتّفق معناه. وحدّه الشريف الجرجاني بقوله : «والمترادف ما كان معناه واحدا
وأسماؤه كثيرة» . فهو «دلالة عدّة كلمات مختلفة ومنفردة على المسمّى
الواحد أو المعنى الواحد دلالة واحدة» .
وقد وردت في
الكتاب أمثلة كثيرة على التّرادف بالمعنى الذي أشرنا إليه ، وذلك من خلال تفسير
المؤلّف الألفاظ بما يرادفها ، ولكنّه لم يستعمل مصطلح الترادف في ما ذكره. ومن
ذلك :
في قوله تعالى
: (وَلا تَعْثَوْا فِي
الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [البقرة : ٦٠] ذكر خمسة أمثلة على التّرادف فقال : «وعثي يعثى وعاث يعيث :
أفسد. وجمع اللفظين في معنى واحد نهاية في البلاغة ، كقوله : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ
الْأَوْثانِ) ، الآية [الحج : ٣٠] ، وقوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) [عبس : ٣٨] ، وقوله : (أَمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) [الزخرف : ٨٠] ، وقال ذو الرّمّة :
لمياء في
شفتيها حوّة لعس
|
|
وفي اللّثات
وفي أنيابها شنب» .
|
__________________