الإعراب في التقدير» .
وفي حديثه عن
قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللهِ) [البقرة : ١٧٧] ذكر أكثر من توجيه لإعراب الآية منها أن يكون التّوجيه : «ولكنّ
ذا البرّ من آمن بالله» ، واستشهد له بقول الخنساء :
ترتع ما رتعت
حتّى إذا ادّكرت
|
|
فإنّما هي
إقبال وإدبار
|
يعني أنّها
تريد : فإنّما هي ذات إقبال وإدبار.
وفي كلامه على
قوله تعالى : (أَنْ أَفِيضُوا
عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) [الأعراف : ٥٠] قال : «وإنّما استعمل الإفاضة على الجميع وإن كان فيه ما لا
يتصوّر إفاضته على سبيل الإتباع ، كقوله : (أُخْرِجْنا مِنْ
دِيارِنا وَأَبْنائِنا) [البقرة : ٢٤٦]» ، واستشهد ببيت من الشّعر عزاه إلى الشّافعيّ وهو :
إذا ما
الغانيات برزن يوما
|
|
وزجّجن
الحواجب والعيونا
|
وفي كلامه على
معاني (الإلّ) في قوله تعالى : (لا يَرْقُبُوا
فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) [التّوبة : ٨] ذكر أنّ منها «الإلّ : القرابة» ، واستشهد لهذا المعنى بقول حسّان :
لعمرك إنّ
إلّك من قريش
|
|
كإلّ السّقب
من رأل النّعام
|
٥ ـ أمثال العرب وأقوالهم :
اعتدّ علماء
اللّغة والنّحو القدامى بأقوال العرب وأمثالهم ، وأووا إليها في الأغراض النحويّة
والصّرفيّة واللّغويّة.
وقد سار مؤلّف (درج
الدرر) على خطى من سبقوه في الاعتداد بهذه الأمثال والأقوال ، والاستشهاد بها ،
ومن ذلك :
في توجيه لفظ (السّماء)
في قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى
السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) [البقرة : ٢٩] قال : «ويجوز أن يكون واحدا يراد به الجنس ، كما يقال : كثر
الدّرهم والدّينار في أيدي الناس» .
__________________