الإعراب في التقدير» (١).
وفي حديثه عن قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) [البقرة : ١٧٧] ذكر أكثر من توجيه لإعراب الآية منها أن يكون التّوجيه : «ولكنّ ذا البرّ من آمن بالله» (٢) ، واستشهد له بقول الخنساء :
ترتع ما رتعت حتّى إذا ادّكرت |
|
فإنّما هي إقبال وإدبار |
يعني أنّها تريد : فإنّما هي ذات إقبال وإدبار.
وفي كلامه على قوله تعالى : (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) [الأعراف : ٥٠] قال : «وإنّما استعمل الإفاضة على الجميع وإن كان فيه ما لا يتصوّر إفاضته على سبيل الإتباع ، كقوله : (أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا) [البقرة : ٢٤٦]» (٣) ، واستشهد ببيت من الشّعر عزاه إلى الشّافعيّ وهو :
إذا ما الغانيات برزن يوما |
|
وزجّجن الحواجب والعيونا |
وفي كلامه على معاني (الإلّ) في قوله تعالى : (لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) [التّوبة : ٨] ذكر أنّ منها «الإلّ : القرابة» (٤) ، واستشهد لهذا المعنى بقول حسّان :
لعمرك إنّ إلّك من قريش |
|
كإلّ السّقب من رأل النّعام |
٥ ـ أمثال العرب وأقوالهم :
اعتدّ علماء اللّغة والنّحو القدامى بأقوال العرب وأمثالهم ، وأووا إليها في الأغراض النحويّة والصّرفيّة واللّغويّة.
وقد سار مؤلّف (درج الدرر) على خطى من سبقوه في الاعتداد بهذه الأمثال والأقوال ، والاستشهاد بها ، ومن ذلك :
في توجيه لفظ (السّماء) في قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) [البقرة : ٢٩] قال : «ويجوز أن يكون واحدا يراد به الجنس ، كما يقال : كثر الدّرهم والدّينار في أيدي الناس» (٥).
__________________
(١) درج الدرر ٨٨.
(٢) درج الدرر ١٨٩.
(٣) درج الدرر ٥٨٠.
(٤) درج الدرر ٦٧٤.
(٥) درج الدرر ٣٢.