إلى أن قال : (يا إِبْراهِيمُ (١٠٤)
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) [الصافّات : ١٠٢ ـ ١٠٥].
وقيل : الكلمات هي الخصال اللواتي خمس منهنّ في الرأس وخمس
في الجسد.
وقيل : هي الخصال التي في أوّل سورة المؤمنين وما يشاكلها في
سائر السّور.
(فَأَتَمَّهُنَّ)
: يحتمل أنّه
فعل الله تعالى فيكون بمعنى القضاء والإبرام ، ويحتمل أنّه فعل إبراهيم عليهالسلام فيكون بمعنى الوفاء بها .
(لِلنَّاسِ إِماماً)
: والإمام :
الذي ينتهى إلى رأيه وقوله اقتداء .
وليس من شرط
الإمام الائتمام بالإمام في فعله المجرّد ما لم ينضمّ إليه رأي
أو قول ، وذلك يؤدّي إلى المضاهاة والمساواة. وعلى الإمام رعاية المؤتمّين
، قال الله تعالى لإبراهيم : (وَأَذِّنْ فِي
النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً) [الحجّ : ٢٧] ، وقال : (وَعَهِدْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة : ١٢٥].
(قالَ وَمِنْ
ذُرِّيَّتِي)
: ذرّيّة الرجل
: ما يتفرّق وينتشر منه على وجه الأرض . وقيل : هي من ذرأ الله الخلق بالهمزة ، فتكون الذرّيّة : خليقة الله منه.
(لا يَنالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ)
: (النّيل) هو الإدراك والإصابة .
و (العهد) :
الوصيّة والأمانة لقوله : (وَعَهِدْنا إِلى
إِبْراهِيمَ).
والظلم ههنا
ظلم الاعتقاد لا ظلم السيرة لقوله : (وَالْكافِرُونَ هُمُ
الظَّالِمُونَ) [البقرة : ٢٥٤] ، يدلّ عليه قوله في شأن أهل مكّة وهم ذرّيّة إبراهيم :
(وَما هِيَ مِنَ
الظَّالِمِينَ
__________________