والأقطار ، وهو أقرب من حبل الوريد ، سبحانه وتعالى. وقد أوّل من أوّل من أصحابنا بأنّه الإقبال بالرحمة والرّضوان والقبول ،
وهو ممكن أن يكون مرادا .
(الواسع) : الذي لا يضيق علما ورحمة وقدرة ، قال زيد بن عمرو : [من البسيط]
إنّ الإله
عزيز واسع حكم
|
|
بكفّه الخير
والباساء والنّعم
|
١١٦ ـ (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً)
: زعمت اليهود أنّ الله اتّخذ عزيرا ولدا ، وقالوا : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) [المائدة : ١٨] ، وزعمت النصارى أنّ الله ولد عيسى ، وزعم بنو مليح ومن
تابعهم من مشركي العرب أنّ الملائكة بنات الله ، وزعم المجوس أنّ الشمس والقمر ولدان لله تعالى ،
وقالت طائفة منهم : إنّ الله تعالى اتّخذ الظلمة صاحبة فتولّد العالم منهما ،
بأفواههم أجمعين التراب ، فأنزل الله هذه الآية تنزيها لنفسه ، وتصديقا للمؤمنين ،
وتكذيبا للكفّار.
ونكتة الردّ
أحد حرفين : إمّا اللام في (لَهُ) إن كان المراد بها التمليك ، إذ الملك والتبنّي لا
يجتمعان ، وإمّا الإخبار عن بدء الأشياء بقوله وفعله دون استحالة طبيعة من نفسه ، وإذا عدمت الطبيعة
عدمت الولادة ، وكذلك اتّخاذ الولد .
(كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ)
: ذكر ابن
الأنباري أنّ القنوت يفسّر على أربعة أوجه : " الصلاة وطول
القيام وإقامة الطاعة والسكوت" . (٣٠
ظ)
أصل القنوت في
اللغة هو القيام بالمراد على وجه الانقياد .
وقنوت الكلّ
كسجود الكلّ (طَوْعاً وَكَرْهاً
وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) [الرعد : ١٥].
__________________