«وله شعر كثير» أيضا ، فهو أديب ناقد شاعر.
والجرجانيّ من
أئمّة النّحاة ، «وله فضيلة تامّة في النّحو» ، وقد «انتهت إليه رئاسة النّحو في زمانه» ، فهو بالأساس ، كما يقول د. كاظم بحر المرجان : «رجل
نحوي ، وهكذا كان يسمّى قديما ، وأقواله بالأساس أيضا دفاع عن النحو ، بل إنّ علم
المعاني الذي قيل إنّه واضع أصوله لم يكن إلا إحياء لروح المعنى والحسّ والتّذوّق
في علم النّحو بعد أن أجهز النّحاة على كلّ هذا بتعليلاتهم وتحليلاتهم وحججهم
الدّائرة حول قضيّة الإعراب» .
ويتجلّى دفاع
عبد القاهر الجرجانيّ عن النّحو وإعجابه به في ما ذهب إليه في (دلائل الإعجاز) حين
عاب على قوم ظنّهم النّحو «ضربا من التكلّف وبابا من التّعسّف» ، وغير ذلك من
الظّنون والآراء التي بلغ من إنكار الجرجانيّ لها أن قال في معتقديها : إنّهم «لو
علموا مغبّتها وما تقود إليه لتعوّذوا بالله منها ، ولأنفوا لأنفسهم من الرّضا بها
، ذاك لأنّهم بإيثارهم الجهل بذلك العلم في معنى الصّادّ عن سبيل الله والمبتغي
إطفاء نور الله تعالى» .
وليس كتاب (المقتصد
في شرح الإيضاح) وحده الذي تضمّن آراء عبد القاهر الجرجانيّ النّحويّة ، ولكنّنا
نجد له ملاحظات نحويّة كثيرة أيضا في (دلائل الإعجاز).
ه ـ آثاره :
فصّل المرحوم
الدكتور كاظم بحر المرجان القول في مؤلفات عبد القاهر الجرجاني في مقدمة تحقيقه
لكتاب (المقتصد في شرح الإيضاح) ، وصنّفها في مجموعات ، وبلغ من تفصيله أنّه خصّ بالحديث «مجموعة من الكتب
نشرت على أنّها له ولم تذكرها كتب التّراجم بين مصنّفاته» ، ولكنّه مع ذلك أغفل الحديث عن (درج الدّرر).
وسأكتفي هنا
بذكر أهم تلك المؤلّفات من غير تفصيل :
١ ـ أسرار
البلاغة.
٢ ـ الإيجاز :
وهو شرح مختصر لكتاب (الإيضاح).
٣ ـ الجمل.
__________________