([وَنَحْنُ] (١) نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) : نبرّئك من السوء ونصلّي لك (٢). وقيل : نعبدك بالتحميد ، أو نسبّحك مع حمدك (٣). وقيل : نسبّحك بتوفيقك المستوجب حمدك (٤).
(وَنُقَدِّسُ لَكَ) : نطهّر أنفسنا أو الأرض لك ، أو لابتغاء مرضاتك (٥).
وفي قوله : (٨ و) (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) : زجر (٦) لهم عن السؤال ، ودلالة أنّ المعلوم المقدّر كائن لا محالة.
٣١ ـ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ) : ألهم ووفّق (٧) لا أنّه أخبر ولقّن ؛ لأنّه لو لقّنه لما كان له مزيّة على الملائكة.
و (آدم) مشتقّ من أديم الأرض ، أو أدمة اللون (٨).
(الْأَسْماءَ كُلَّها) : قال ابن عبّاس (٩) : أسماء جميع المخلوقات حتى القصعة والسكرجة ، وعن الربيع بن أنس (١٠) : أسماء الملائكة ، وعن ابن زيد (١١) : أسماء ذرّيّته ، وقيل (١٢) : أسماء آحاد الجنس دون المشتركة والمبهمة والمضمرة وأسماء الإشارة.
(ثُمَّ عَرَضَهُمْ) : يعني أصحاب الأسماء (١٣) ، ولم يقل : عرضها ، لتغليب العقلاء ، كالعالمين (١٤).
وفي الآية دليل أنّ أسماء الحقائق لا تنتفي عن مسمّياتها بحال ، إذ لو انتفى لما قدر على تعيين المسمّيات في الأشخاص ، ودليل على أنّ المعدوم لا ينطلق عليه اسم الشيء حقيقة
__________________
(١) من ب.
(٢) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٠٤ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ١١٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ١٣٤.
(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٣١٤ ، ومجمع البيان ١ / ١٤٩ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٧٧.
(٤) ينظر : التفسير الكبير ٢ / ١٧٣.
(٥) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ١١٨ ، والتفسير الكبير ٢ / ١٧٤ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٧٧.
(٦) النسخ الأربع : زجرا ، والصواب ما أثبت.
(٧) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٣١٥ ـ ٣١٦ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٧٩.
(٨) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٨٧ ، والنكت والعيون ١ / ٨٩ ، والمحرر الوجيز ١ / ١١٩.
(٩) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ١١٩.
(١٠) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣١٠ ، والنكت والعيون ١ / ٨٩ ، والبحر المحيط ١ / ٢٩٥.
(١١) (أسماء الملائكة وعن ابن زيد) ساقطة من ك. وينظر : تفسير الطبري ١ / ٣١٠ ، والنكت والعيون ١ / ٨٩ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٢٠.
(١٢) في ب : قيل. وينظر : زاد المسير ١ / ٤٩ ، تفسير القرطبي ١ / ٢٨٢.
(١٣) ينظر : معاني القرآن للأخفش ١ / ٢١٩ ، وتفسير الطبري ١ / ٣١٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ١١٠ ـ ١١١.
(١٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ١١١ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ١٣٨ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٧٢.