قال ابن عبّاس : (من سمع صوت الرّعد فقال : سبحان الّذي يسبح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كلّ شيء قدير. فإن أصابته صاعقة فعليّ ديته) (١). وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه كان إذا سمع الرّعد والصّواعق قال : [اللهمّ لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك](٢).
قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ؛) يعني ويسبح الملائكة من خيفة الله وخشيته. قوله تعالى : (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ ؛) أي يرسل النّيران التي تسقط من الغيوم فيحرق ما تقع عليه نيران البرق ، فيهلك بها من يشاء من خلقه. قوله تعالى : (وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ ؛) أي الكفار يخاصمون في الله وفي إثبات شريك معه ، (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) (١٣) ؛ أي شديد القوّة والعقوبة.
قوله تعالى : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ؛) أي له كلمة الإخلاص ، شهادة أن لا إله إلّا الله. قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) أي آلهتهم ، (لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) ما يستجيب (إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ) يدعوه لعطشه مشيرا مريدا بإشارته أن ، (لِيَبْلُغَ) الماء ، (فاهُ وَما هُوَ) أي وليس الماء ، (بِبالِغِهِ) ومن المحال أن يجيبه بإشارته ، وإن كان الماء في بئر ، أو ماء على بعد نهر أبعد في الإحالة ، وكما لا يبلغ الماء فم هذا الرجل ولا يجيبه وإن مات من العطش ، كذلك لا ينفع الصّنم لمن عبده بوجه من الوجوه ، قال عطاء : (معناه كالرّجل العطشان الجالس على شفير البئر ، يمدّ يده في البئر فلا يبلغ الماء ولا الماء يرتفع إلى يده) (٣) ، (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) (١٤) ؛ عن الصواب وذهاب عن الحقّ ؛ لأن الأصنام لا تسمع ولا تقدر على الإجابة.
__________________
(١) في الدر المنثور : ج ٤ ص ٦٢٢ ؛ قال السيوطي : (أخرجه أبو سعيد بن منصور وابن المنذر).
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ج ١٢ ص ٢٤٢ : الحديث (١٣٢٣٠). والترمذي في الجامع : أبواب الدعوات : الحديث (٣٤٥٠) ب (الحجاج بن أرطأة) مدلس ، وشيخه (أبو مطر) مجهول. والحاكم في المستدرك : كتاب الأدب : الحديث (٧٨٤٢) وقال : هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٣) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١٥٤٠٢) عن علي رضي الله عنه.