وحشيّ قاتل حمزة بن عبد المطلب بعد حرب شديدة ، فكان وحشيّ يقول : (قتلت خير النّاس في الجاهليّة ، وقتلت شرّ النّاس في الإسلام).
ومن المرتدّين أيضا طلحة بن خويلد رئيس بني أسد ، وكان قد ادّعى النبوة أيضا في حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقاتله أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بعث إليه خالد ابن الوليد ، فقاتله قتالا شديدا ، وهرب طلحة على وجهه نحو الشام ، فلجأ إلى بني حنيفة فأجاروه ، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه.
وارتدّ أيضا بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم كثير من العرب منهم : فزارة ورئيسهم عيينة بن حصين ، وبنو سليم وبنو يربوع ، وطائفة من بني تميم ، ورأسوا عليهم امرأة يقال لها سجاح بنت المنذر ، وادّعت النبوة ثم زوّجت نفسها من مسيلمة الكذاب.
وارتدّت كندة ورئيسهم الأشعث بن قيس ، وارتدّت بنو بكر بن وائل بأرض البحرين ، وكفى الله المسلمين أمر هؤلاء المرتدّين ، ونصر دينه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وأخبار أهل الردّة طويلة مشهورة فلا نطوّل بذكرها الكتاب.
قوله سبحانه وتعالى : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) ؛ قال عليّ والحسن وقتادة : (هم أبو بكر وأصحابه) (١) ، وقال مجاهد : (هم أهل اليمن). وقال عياض بن غنيم : (لمّا نزلت هذه الآية أومأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أبي موسى الأشعريّ وقال : [هم قوم هذا](٢). وقال صلىاللهعليهوسلم : [أتاكم أهل اليمن ، هم ألين قلوبا وأرقّ أفئدة ؛ الإيمان يمان ، والحكمة يمانيّة](٣).
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : النص (٩٥٠٠).
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : النص (٩٥٠٤) ، وإسناده صحيح. وأخرج الطبراني في الأوسط : ج ٢ ص ٢٣٢ : الحديث (١٤١٤) ، عن جابر قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) قال : [هؤلاء قوم من اليمن ، ثمّ من كندة ، ثمّ السّكون ثمّ من تجيب]. في مجمع الزوائد : ج ٧ ص ١١ ؛ قال الهيثمي : «رواه الطبراني في الأوسط ، وإسناده حسن». والسّكون : قبيلة يمنية تفرّعت من كندة ، وتجيب تفرّعت من السّكون.
(٣) عن أبي هريرة ؛ أخرجه البخاري في الصحيح : كتاب المغازي : باب قدوم الأشعريين : الحديث (٤٣٨٨). ومسلم في الصحيح : كتاب الإيمان : باب تفاضل أهل الإيمان : الحديث (٨٢ / ٥٢ و٩٠ / ٥٢).