[٨] (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨))
(عَنِ النَّعِيمِ). وهو نعيم من استهلك همّته على استيفاء اللّذّات ولم يعش إلّا ليقطع أوقاته باللهو والطرب لا يعبأ بالعلم والعمل ولا يحمل نفسه مشاقّهما. فأمّا من تمتّع بأوقات الله وتقوّى بها على العلم والعمل وكان ناهضا بالشكر ، فهو من ذلك بمعزل. (١)
قال رسول الله : كلّ نعيم مسؤول عنه صاحبه إلّا ما كان في غزو أو حجّ. (٢)
سأل أبو حنيفة أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله : (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فقال له : ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال : القوت من الطعام والماء البارد. فقال : لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتّى يسألك عن كلّ أكلة أكلتها أو شربة شربتها ، ليطولنّ وقوفك بين يديه! قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : نحن أهل البيت الذين أنعم الله بنا على العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا هداهم الله الإسلام. وهو النعيم الذي لا ينقطع. والله سائلهم عن حقّ النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبيّ وعترته. (٣)
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٧٩٣.
(٢) الفقيه ٢ / ٢٢١ ، ح ٢٢٣١.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٨١٣ ، عن العيّاشيّ.