(فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) : جالوا في الأرض كلّ مجال. وقيل : الضمير في نقّبوا لأهل مكّة. أي : ساروا في أسفارهم في بلاد القرون. فهل رأوا لهم محيصا حتّى يتوقّعوا مثله لأنفسهم؟ (١)
[٣٧] (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧))
(إِنَّ فِي ذلِكَ) ؛ أي : فيما قصصته. (لَذِكْرى) ؛ أي : ما يعتبر به ويتفكّر فيه. (قَلْبٌ) ؛ أي : عقل. (وَهُوَ شَهِيدٌ) لما يسمع فيفقهه غير غافل عنه. قال ابن عبّاس : كان المنافقون يجلسون عند رسول الله ثمّ يخرجون فيقولون : ماذا قال آنفا؟ ليس قلوبهم معهم. وقيل : هو شهيد على صفة النبيّ في الكتب السالفة. يريد أهل الكتاب. (٢)
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء. احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم. أنا ذو القلب. يقول الله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) ـ الآية. (٣)
[٣٨] (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨))
روي أنّ اليهود سألت النبيّ صلىاللهعليهوآله عن خلق السموات والأرض ، فقال : خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين. وخلق الجبال وما فيهنّ يوم الثلثاء ، ويوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب ، ويوم الخميس السماء ، ويوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة. قالت اليهود : ثمّ ما ذا؟ قال : ثمّ استوى على العرش. قالوا : قد أصبت لو أتممت. قالوا : ثمّ استراح. فغضب النبيّ غضبا شديدا فنزل : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ) ـ الآية. (٤)
عبد الله بن سلام (٥) أنّه سأل رسول الله فقال : أخبرني عن أوّل يوم خلق الله. قال : يوم الأحد. قال : ولم سمّي يوم الأحد؟ قال : لأنّه واحد محدود. قال : فالاثنين؟ قال : هو يوم
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٢٤.
(٢) مجمع البيان ٩ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥.
(٣) معاني الأخبار / ٥٩ ، ح ٩.
(٤) روضة الواعظين ٢ / ٣٩٤.
(٥) المصدر : يزيد بن سلام.