[٢٩] (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ (٢٩))
(أَضْغانَهُمْ) ؛ أي : أحقادهم على المؤمنين ولا يبدي عوراتهم للنبيّ. (١)
[٣٠] (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (٣٠))
(لَأَرَيْناكَهُمْ) بأعيانهم ـ يا محمّد ـ حتّى تعرفهم. وهو قوله : (فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ) ؛ أي : بعلاماتهم التي ننصبها لك. أي : تعرفهم الآن في فحوى كلامهم ومعناه ومقصده. لأنّ كلام الإنسان يدلّ على ما أضمره. وعن أبي سعيد الخدريّ قال : لحن القول بغضهم عليّ بن أبي طالب. قال : وكنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم عليّا. عن عبادة بن الصامت قال : كنّا نختبر أولادنا بحبّ عليّ عليهالسلام. فإذا رأينا أحدهم لا يحبّه ، علمنا أنّه لغير رشدة. قال أنس : ما خفي منافق على عهد رسول الله بعد هذه الآية. (أَعْمالَكُمْ) ؛ أي : ظاهرها وباطنها. (٢)
(فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ). اللّام الأولى هي الداخلة في جواب لو. والثانية جواب قسم محذوف. (فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) ؛ أي : أسلوبه. وعن ابن عبّاس : هو قولهم : ما لنا إن أطعنا من الثواب؟ ولا يقولون : ما علينا إن عصينا من العقاب؟ وقيل : اللّحن أن تلحن بكلامك ؛ أي : تميله إلى نحو من الأنحاء ، ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية. وقيل للمخطىء لاحن ، لأنّه يلحن ؛ أي : يعدل بالكلام عن الصواب. (٣)
[٣١] (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (٣١))
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) ؛ أي : نعاملكم معاملة المختبر بما نكلّفكم من الأمور الشاقّة حتّى يتميّز المجاهدون في سبيل الله من جملتكم والصابرون على الجهاد. وقيل : حتّى يعلم أولياؤنا
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٦٠.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٦٠.
(٣) الكشّاف ٤ / ٣٢٧.